كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 8)

قِيلَ : وَهُوَ يُشْعِر بِأَنَّ غُسْل الْمَيِّت لِلتَّنْظِيفِ لَا لِلتَّطْهِيرِ ، لِأَنَّ الْمَاء الْمُضَاف لَا يُتَطَهَّر بِهِ . قِيلَ : وَقَدْ يُقَال يَحْتَمِل أَنَّ السِّدْر لَا يُغَيِّر وَصْف الْمَاء فَلَا يَصِير مُضَافًا ، وَذَلِكَ بِأَنْ يُمْعَك السِّدْر ثُمَّ يُغْسَل بِالْمَاءِ فِي كُلّ مَرَّة .
وَقَالَ الْقُرْطُبِيّ : يُجْعَل السِّدْر فِي مَاء ثُمَّ يُخَضْخَض إِلَى أَنْ تَخْرُج رَغْوَته وَيُدْلَك بِهِ جَسَد الْمَيِّت ثُمَّ يُصَبُّ عَلَيْهِ الْمَاء الْقَرَاح فَهَذِهِ غَسْلَة .
وَقِيلَ : يُطْرَح السِّدْر فِي الْمَاء أَيْ لِئَلَّا يُمَازِج الْمَاء فَيُغَيِّر وَصْف الْمَاء الْمُطْلَق . وَتَمَسَّكَ بِظَاهِرِ الْحَدِيث بَعْض الْمَالِكِيَّة فَقَالَ : غُسْل الْمَيِّت إِنَّمَا هُوَ لِلتَّنْظِيفِ فَيَجْزِي الْمَاء الْمُضَاف كَمَاءِ الْوَرْد وَنَحْوه ، وَقَالُوا إِنَّمَا يُكْرَه لِأَجْلِ السَّرَف وَالْمَشْهُور عِنْد الْجُمْهُور أَنَّهُ غُسْل تَعَبُّدِيّ يُشْتَرَط فِيهِ مَا يُشْتَرَط فِي الْأَغْسَال الْوَاجِبَة وَالْمَنْدُوبَة كَذَا فِي سُبُل السَّلَام
( بِالْمَاءِ وَالْكَافُور )
: ظَاهِره أَنَّهُ يُجْعَل الْكَافُور فِي الْمَاء وَلَا يَضُرّ الْمَاء تُغَيُّرهُ ، وَقِيلَ فِيهِ قَوْل آخَر ، وَالْحَدِيث سَكَتَ عَنْهُ الْمُنْذِرِيُّ .
قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ :
أَيْ هَذَا بَاب فِي اِسْتِحْبَاب إِحْسَان الْكَفَن مِنْ غَيْر مُغَالَاةٍ .
2737 -
قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ :
( فَكُفِّنَ )
: بِصِيغَةِ الْمَجْهُول مِنْ التَّفْعِيل
( غَيْر طَائِل )
: أَيْ حَقِير غَيْر كَامِل السِّتْر قَالَهُ النَّوَوِيّ
( أَنْ يُقْبَر )
: بِصِيغَةِ الْمَجْهُول مِنْ الْإِفْعَال أَيْ يُدْفَن
( حَتَّى@

الصفحة 423