كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 8)

2743 -
قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ :
( قَالَ )
: أَيْ خَبَّاب
( مُصْعَب بْن عُمَيْر )
: هُوَ بِضَمِّ الْمِيم وَسُكُون الصَّاد وَفَتْح الْعَيْن الْمُهْمَلَتَيْنِ ، وَعُمَيْر بِضَمِّ الْعَيْن مُصَغَّر عَمْرو الْقُرَشِيّ الْعَبْدَرِيّ كَانَ مِنْ أَجِلَّة الصَّحَابَة بَعَثَهُ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْمَدِينَة يُقْرِئهُمْ الْقُرْآن وَيُفَقِّههُمْ فِي الدِّين ، وَهُوَ أَوَّل مَنْ جَمَعَ الْجُمُعَة بِالْمَدِينَةِ قَبْل الْهِجْرَة وَكَانَ فِي الْجَاهِلِيَّة مِنْ أَنْعَم النَّاس عَيْشًا ، وَأَلْيَنهمْ لِبَاسًا ، وَأَحْسَنهمْ جَمَالًا ، فَلَمَّا أَسْلَمَ زَهِدَ فِي الدُّنْيَا وَتَقَشَّفَ وَتَحَشَّفَ ، وَفِيهِ نَزَلَ { رِجَال صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّه عَلَيْهِ } قُتِلَ يَوْم أُحُد شَهِيدًا رَضِيَ اللَّه عَنْهُ قَالَهُ الْعَيْنِيّ
( وَلَمْ يَكُنْ لَهُ )
: أَيْ لِمُصْعَبٍ
( إِلَّا نَمِرَة )
: بِفَتْحِ النُّون وَكَسْر الْمِيم كِسَاء فِيهِ خُطُوط بِيض وَسُود تَلْبَسهُ الْأَعْرَاب قَالَهُ فِي الْمِصْبَاح .
وَقَالَ الْخَطَّابِيُّ : النَّمِرَة ضَرْب مِنْ الْأَكْسِيَة إِذَا
( غَطَّيْنَا )
: أَيْ سَتَرْنَا
( بِهَا )
: أَيْ بِالنَّمِرَةِ
( مِنْ الْإِذْخِر )
: قَالَ الْعَيْنِيّ : هُوَ بِكَسْرِ الْهَمْزَة وَسُكُون الذَّال الْمُعْجَمَة وَكَسْر الْخَاء الْمُعْجَمَة وَفِي آخِره رَاء هُوَ نَبْت بِمَكَّة وَيَكُون بِأَرْضِ الْحِجَاز طَيِّب الرَّائِحَة . وَفِيهِ أَنَّ الثَّوْب إِذَا ضَاقَ فَتَغْطِيَة رَأْس الْمَيِّت أَوْلَى مِنْ رِجْلَيْهِ لِأَنَّهُ أَفْضَل . قَالَ الْخَطَّابِيُّ : وَفِيهِ مِنْ الْفِقْه أَنَّ الْكَفَن مِنْ رَأْس الْمَال ، وَأَنَّ الْمَيِّت إِذَا اِسْتَغْرَقَ كَفَنه جَمِيع تَرِكَته كَانَ أَحَقّ بِهِ مِنْ الْوَرَثَة اِنْتَهَى .
قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : وَالْحَدِيث أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيّ وَمُسْلِم وَالتِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيُّ .@

الصفحة 431