كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 8)

عَاصِم وَتَوَلَّتْ أَمْره ، وَمِنْهُ قَوْل اللَّه تَعَالَى فِي الْإِنْجِيل مُخَاطِبًا لِعِيسَى عَلَيْهِ السِّلَام " أَنْتَ نَبِيّ وَأَنَا وَلَّدْتُك " بِتَشْدِيدِ اللَّام أَيْ رَبَّيْتُك . وَالْمُوَلِّدَة الْقَابِلَة ، وَمِنْهُ قَوْل مُسَافِع حَدَّثَتْنِي اِمْرَأَة مِنْ بَنِي سُلَيْمٍ قَالَتْ أَنَا وَلَّدْت عَامَّة أَهْل " دِيَارنَا أَيْ كُنْت لَهُمْ قَابِلَة ، كَذَا فِي اللِّسَان . وَفِي بَعْض كُتُب اللُّغَة : وَلَّدَتْ الْقَابِلَة فُلَانَة تَوْلِيدًا تَوَلَّتْ وِلَادَتهَا ، وَكَذَا إِذَا تَوَلَّتْ وِلَادَة شَاة أَوْ غَيْرهَا .
قُلْت : وَلَّدَتْهَا وَوَلَّدَتْ الْوَلَد رَبَّتهَا اِنْتَهَى . وَسَيَجِيءُ كَلَام الْحَافِظ فِي هَذَا الْبَاب
( زَوْج النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ )
: بَدَل عَنْ أُمّ حَبِيبَة
( أَنَّ لَيْلَى بِنْت قَانِف )
: بِقَافٍ وَنُون وَفَاء هِيَ الثَّقَفِيَّة صَحَابِيَّة حَدِيثهَا عِنْد أَحْمَد وَأَبِي دَاوُدَ . قَالَهُ الْحَافِظ فِي الْإِصَابَة
( أُمّ كُلْثُوم )
: زَوْج عُثْمَان
( الْحِقَاء )
: بِكَسْرِ الْحَاء . قَالَ السُّيُوطِيُّ : جَمْع حَقْو .
قُلْت : الْمُرَاد هُنَا الْجِنْس بِنَاءٍ عَلَى مَا قَالُوا إِنَّ لَامَ التَّعْرِيف . إِذَا كَانَ لِلْجِنْسِ يَبْطُل مَعْنَى الْجَمْعِيَّة قَالَهُ فِي فَتْح الْوَدُود . وَفِي التَّلْخِيص : الْحِقَا بِكَسْرِ الْمُهْمَلَة وَتَخْفِيف الْقَاف مَقْصُور قِيلَ هُوَ لُغَة فِي الْحَقْو وَهُوَ الْإِزَار
( ثُمَّ الدِّرْع )
: بِكَسْرِ الدَّال وَهُوَ الْقَمِيص
( ثُمَّ الْمِلْحَفَة )
: بِالْكَسْرِ هِيَ الْمُلَاءَة الَّتِي تَلْتَحِف بِهَا الْمَرْأَة ، وَاللِّحَاف كُلّ ثَوْب يُتَغَطَّى بِهِ قَالَهُ فِي الْمِصْبَاح
( يُنَاوِلُنَاهَا )
: أَيْ هَذِهِ الْأَثْوَاب .
وَالْحَدِيث سَكَتَ عَنْهُ الْمُنْذِرِيُّ @

الصفحة 433