كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 8)

حَدِيث حَسَن صَحِيح . وَأَخْرَجَهُ أَحْمَد وَابْن حِبَّان وَصَحَّحَهُ وَالْحَاكِم وَقَالَ عَلَى شَرْط الْبُخَارِيّ .
وَالْحَاصِل أَنَّ سَعِيدًا وَالْمُغِيرَة جَمِيعًا رَوَيَاهُ مَرْفُوعًا وَزِيَادَة الثِّقَة مَقْبُولَة وَلَيْسَ فِي إِسْنَاده اِضْطِرَاب لَا يُمْكِن الْجَمْع وَاَللَّه أَعْلَم .
( قَرِيبًا مِنْهَا )
: أَيْ مِنْ الْجَنَازَة كُلَّمَا يَكُون أَقْرَب مِنْهَا فِي الْجَوَانِب الْأَرْبَعَة فَهُوَ أَفْضَل لِلْمُسَاعَدَةِ فِي الْحَمْل عِنْد الْحَاجَة
( وَالسِّقْط )
: بِتَثْلِيثِ السِّين وَالْكَسْر أَشْهَر مَا بَدَا بَعْض خَلْقه .
فِي الْقَامُوس : السِّقْط مُثَلَّثَةٌ الْوَلَد لِغَيْرِ تَمَام . قَالَهُ الْقَارِي .
وَقَالَ الْخَطَّابِيُّ : اِخْتَلَفَ النَّاس فِي الصَّلَاة عَلَى السِّقْط ، فَرُوِيَ عَنْ اِبْن عُمَر أَنَّهُ قَالَ : يُصَلَّى عَلَيْهِ وَإِنْ لَمْ يَسْتَهِلّ ، وَبِهِ قَالَ اِبْن سِيرِينَ وَابْن الْمُسَيِّب وَقَالَ أَحْمَد بْن حَنْبَل وَإِسْحَاق اِبْن رَاهْوَيْهِ : كُلّ مَا نُفِخَ فِيهِ الرُّوح ، وَتَمَّتْ لَهُ أَرْبَعَة أَشْهُر وَعَشْر صُلِّيَ عَلَيْهِ .
وَقَالَ إِسْحَاق : إِنَّمَا الْمِيرَاث بِالِاسْتِهْلَالِ فَأَمَّا الصَّلَاة فَإِنَّهُ يُصَلَّى عَلَيْهِ لِأَنَّهُ نَسَمَة تَامَّة قَدْ كُتِبَ عَلَيْهَا الشَّقَاوَة وَالسَّعَادَة فَلِأَيِّ شَيْء تُتْرَك الصَّلَاة عَلَيْهِ . وَرُوِيَ عَنْ اِبْن عَبَّاس أَنَّهُ قَالَ إِذَا اِسْتَهَلَّ وَرِثَ وَصُلِّيَ عَلَيْهِ . وَعَنْ جَابِر إِذَا اِسْتَهَلَّ صُلِّيَ عَلَيْهِ وَإِنْ لَمْ يَسْتَهِلّ لَمْ يُصَلَّ عَلَيْهِ ، وَبِهِ قَالَ أَصْحَاب الرَّأْي وَهُوَ قَوْل مَالِك وَالْأَوْزَاعِيِّ وَالشَّافِعِيّ
( وَيُدْعَى لِوَالِدَيْهِ )
: إِنْ كَانَا مُسْلِمَيْنِ .
قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : وَالْحَدِيث أَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيُّ وَابْن مَاجَهْ ، وَقَالَ التِّرْمِذِيّ حَسَن صَحِيح ، وَحَدِيث اِبْن مَاجَهْ مُخْتَصَر سَمِعْت رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول : " الطِّفْل يُصَلَّى عَلَيْهِ " وَلَيْسَ فِي حَدِيثهمْ وَأَحْسَب أَنَّ أَهْل زِيَاد أَخْبَرُونِي .@

الصفحة 468