كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 8)

سَهْل وَسُهَيْل وَصَفْوَان ، وَأُمّهمْ الْبَيْضَاء اِسْمهَا دَعْد وَالْبَيْضَاء وَصْف ، وَأَبُوهُمْ وَهْب بْن رَبِيعَة الْقُرَشِيّ الْفِهْرِيّ ، وَكَانَ سُهَيْل قَدِيم الْإِسْلَام اِنْتَهَى .
قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : وَالْحَدِيث أَخْرَجَهُ مُسْلِم وَالتِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيُّ وَابْن مَاجَهْ . وَفِي حَدِيث اِبْن مَاجَهْ وَحْده ذِكْر الْقَسَم .
2775 -
قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ :
( سُهَيْل وَأَخِيهِ )
: عَطْف بَيَان لَا بَنِي بَيْضَاء قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : وَالْحَدِيث أَخْرَجَهُ مُسْلِم وَفِيهِ ذِكْر الْقَسَم اِنْتَهَى . هَذَانِ الْحَدِيثَانِ يَدُلَّانِ عَلَى مَشْرُوعِيَّة الصَّلَاة عَلَى الْجَنَائِز فِي الْمَسْجِد . قَالَ الْحَافِظ فِي الْفَتْح وَبِهِ قَالَ الْجُمْهُور . وَقَالَ مَالِك : لَا يُعْجِبنِي وَكَرِهَهُ اِبْن أَبِي ذِئْب وَأَبُو حَنِيفَة وَكُلّ مَنْ قَالَ بِنَجَاسَةِ الْمَيِّت ، وَأَمَّا مَنْ قَالَ بِطَهَارَتِهِ مِنْهُمْ فَلِخَشْيَةِ التَّلْوِيث ، وَحَمَلُوا الصَّلَاة عَلَى سُهَيْل بِأَنَّهُ كَانَ خَارِج الْمَسْجِد وَالْمُصَلُّونَ دَاخِله ، وَذَلِكَ جَائِز اِتِّفَاقًا وَفِيهِ نَظَر لِأَنَّ عَائِشَة اِسْتَدَلَّتْ بِذَلِكَ لَمَّا أَنْكَرُوا عَلَيْهَا أَمْرهَا بِالْمُرُورِ بِجَنَازَة سَعْد عَلَى حُجْرَتهَا لِتُصَلِّيَ عَلَيْهِ ، وَاحْتَجَّ بَعْضهمْ بِأَنَّ الْعَمَل اِسْتَقَرَّ عَلَى تَرْك ذَلِكَ ، لِأَنَّ الَّذِينَ أَنْكَرُوا ذَلِكَ عَلَى عَائِشَة كَانُوا مِنْ الصَّحَابَة ، وَرُدَّ بِأَنَّ عَائِشَة لَمَّا أَنْكَرَتْ ذَلِكَ الْإِنْكَار سَلَّمُوا لَهَا فَدَلَّ عَلَى أَنَّهَا حَفِظَتْ مَا نَسُوُهُ ، وَقَدْ رَوَى اِبْن أَبِي شَيْبَة وَغَيْره أَنَّ عُمَر صَلَّى عَلَى أَبِي بَكْر فِي الْمَسْجِد ، وَأَنَّ صُهَيْبًا صَلَّى عَلَى عُمَر فِي الْمَسْجِد . زَادَ فِي رِوَايَة " وَوُضِعَتْ الْجَنَازَة فِي الْمَسْجِد تُجَاه الْمِنْبَر " وَهَذَا يَقْتَضِي الْإِجْمَاع عَلَى جَوَاز ذَلِكَ .@

الصفحة 478