كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 8)

وَقَالَ الْقَسْطَلَّانِيُّ فِي شَرْح الْبُخَارِيّ : وَأَمَّا الرَّجُل فَعِنْد رَأْسه لِئَلَّا يَكُون نَاظِرًا إِلَى فَرْجه بِخِلَافِ الْمَرْأَة فَإِنَّهَا فِي الْقُبَّة كَمَا هُوَ الْغَالِب ، وَوُقُوفه عِنْد وَسَطهَا لِيَسْتُرهَا عَنْ أَعْيُن النَّاس ، ثُمَّ سَاقَ حَدِيث أَبِي غَالِب الْمَذْكُور ثُمَّ قَالَ : وَبِذَلِكَ قَالَ أَحْمَد وَأَبُو يُوسُف وَالْمَشْهُور عِنْد الْحَنَفِيَّة أَنْ يَقُوم مِنْ الرَّجُل وَالْمَرْأَة حِذَاء الصَّدْر .
وَقَالَ مَالِك يَقُوم مِنْ الرَّجُل عِنْد وَسَطه وَمِنْ الْمَرْأَة عِنْد مَنْكِبهَا ، كَذَا فِي الشَّرْح وَاَللَّه أَعْلَم .
قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : وَالْحَدِيث أَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيّ وَابْن مَاجَهْ وَقَالَ التِّرْمِذِيّ : حَسَن .
2780 -
قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ :
( جُنْدُب )
: بِضَمِّ الدَّال وَفَتْحهَا . قَالَهُ الْقَارِي
( فِي نِفَاسهَا )
: أَيْ حِين وِلَادَتهَا
( فَقَامَ )
: أَيْ وَقَفَ
( وَسَطَهَا )
: أَيْ حِذَاء وَسَطهَا بِسُكُونِ السِّين وَيُفْتَح قَالَهُ الْقَارِي وَفِي الْحَدِيث إِثْبَات لِلصَّلَاةِ عَلَى النُّفَسَاء وَإِنْ كَانَتْ شَهِيدَة . قَالَ الْعَيْنِيّ : وَكَوْن هَذِهِ الْمَرْأَة فِي نِفَاسهَا وَصْف غَيْر مُعْتَبَر اِتِّفَاقًا وَإِنَّمَا هُوَ حِكَايَة أَمْر وَقَعَ ، وَأَمَّا وَصْف كَوْنهَا اِمْرَأَة فَهَلْ هُوَ مُعْتَبَر أَمْ لَا ، مِنْ الْفُقَهَاء مَنْ أَلْغَاهُ وَقَالَ يُقَام عِنْد وَسَط الْجَنَازَة مُطْلَقًا ذَكَرًا كَانَ أَوْ أُنْثَى ، وَمِنْهُمْ مَنْ خَصَّ ذَلِكَ بِالْمَرْأَةِ مُحَاوَلَة لِلسَّتْرِ ، وَقِيلَ كَانَ ذَلِكَ قَبْل اِتِّخَاذ الْأَنْعِشَة وَالْقِبَاب اِنْتَهَى قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : وَالْحَدِيث أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيّ وَمُسْلِم وَالتِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيُّ وَابْن مَاجَهْ .@

الصفحة 492