كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 8)

وَأَخْرَجَ اِبْن أَبِي الدُّنْيَا عَنْ عَلِيّ رَضِيَ اللَّه عَنْهُ أَنَّهُ كَانَ يُضَحِّي بِالضَّحِيَّةِ الْوَاحِدَة عَنْ جَمَاعَة أَهْله اِنْتَهَى .
وَأَوْرَدَ الزَّيْلَعِيُّ أَحَادِيث إِجْزَاء الشَّاة الْوَاحِدَة ثُمَّ قَالَ : وَيُشْكِل عَلَى الْمَذْهَب فِي مَنْعهمْ الشَّاة لِأَكْثَرَ مِنْ وَاحِد بِالْأَحَادِيثِ الْمُتَقَدِّمَة أَنَّ النَّبِيّ ضَحَّى بِكَبْشٍ عَنْهُ وَعَنْ أُمَّته : وَأَخْرَجَ الْحَاكِم عَنْ عَبْد اللَّه بْن هِشَام قَالَ : " كَانَ رَسُول اللَّه يُضَحِّي بِالشَّاةِ الْوَاحِدَة عَنْ جَمِيع أَهْله " وَقَالَ صَحِيح الْإِسْنَاد ، وَهُوَ خِلَاف مَنْ يَقُول إِنَّهَا لَا تُجْزِئ إِلَّا عَنْ الْوَاحِد اِنْتَهَى .
وَمَذْهَب لَيْث بْن سَعْد أَيْضًا بِجَوَازِهِ كَمَا حَكَاهُ عَنْهُ الْعَيْنِيّ فِي شَرْح الْهِدَايَة .
وَقَالَ الْإِمَام اِبْن الْقَيِّم فِي زَادَ الْمَعَاد : وَكَانَ مِنْ هَدْيه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ الشَّاة تُجْزِئ عَنْ الرَّجُل وَعَنْ أَهْل بَيْته وَلَوْ كَثُرَ عَدَدهمْ ، كَمَا قَالَ عَطَاء بْن يَسَار عَنْ أَبِي أَيُّوب الْأَنْصَارِيّ وَقَالَ التِّرْمِذِيّ حَدِيث حَسَن صَحِيح اِنْتَهَى مُخْتَصَرًا . وَأَخْرَجَ أَحْمَد فِي مُسْنَده حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيم بْن أَبِي الْعَبَّاس حَدَّثَنَا بَقِيَّة قَالَ حَدَّثَنِي عُثْمَان بْن زُفَر الْجُهَنِيّ حَدَّثَنِي أَبُو الْأَشَدّ السُّلَمِيّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدّه قَالَ : " كُنْت سَابِع سَبْعَة مَعَ رَسُول اللَّه ، قَالَ فَأَمَرَنَا نَجْمَع لِكُلِّ رَجُل مِنَّا دِرْهَمًا فَاشْتَرَيْنَا أُضْحِيَّة بِسَبْعِ الدَّرَاهِم ، فَقُلْنَا يَا رَسُول اللَّه لَقَدْ أَغْلَيْنَا بِهَا ، فَقَالَ رَسُول اللَّه إنَّ أَفْضَل الضَّحَايَا أَغْلَاهَا وَأَسْمَنهَا ، وَأَمَرَ رَسُول اللَّه فَأَخَذَ رِجْل بِرِجْلٍ وَرِجْل بِرِجْلٍ وَرِجْل بِيَدٍ وَرِجْل بِيَدٍ وَرِجْل بِقَرْنٍ وَرِجْل بِقَرْنٍ وَذَبَحَهَا السَّابِع وَكَبَّرْنَا عَلَيْهَا جَمِيعًا " قَالَ اِبْن الْقَيِّم فِي آخِر أَعْلَام الْمُوَقِّعِينَ بَعْد إِيرَاد الْحَدِيث الْمَذْكُور : نَزَلَ هَؤُلَاءِ النَّفَر مَنْزِلَة أَهْل الْبَيْت الْوَاحِد فِي إِجْزَاء الشَّاة عَنْهُمْ لِأَنَّهُمْ كَانُوا رُفْقَة وَاحِدَة اِنْتَهَى .
وَقَالَ الْحَافِظ فِي الْفَتْح فِي بَاب الْأُضْحِيَّة لِلْمُسَافِرِ وَالنِّسَاء : وَاسْتَدَلَّ بِهِ الْجُمْهُور عَلَى أَنَّ ضَحِيَّة الرَّجُل تُجْزِئ عَنْهُ وَعَنْ أَهْل بَيْته ، وَخَالَفَ فِي ذَلِكَ الْحَنَفِيَّة@

الصفحة 5