كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 8)

22787 -
قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ :
( فَسَمِعْته يَقُول )
: وَأَخْرَجَ مُسْلِم مِنْ حَدِيث عَوْف بْن مَالِك قَالَ : " سَمِعْت النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَصَلَّى عَلَى جَنَازَة يَقُول اللَّهُمَّ اِغْفِرْ لَهُ " الْحَدِيث . وَفِي رِوَايَة لَهُ عَنْهُ : فَحَفِظْت مِنْ دُعَائِهِ " وَجَمِيع ذَلِكَ يَدُلّ عَلَى أَنَّ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَهَرَ بِالدُّعَاءِ .
وَعِنْد النَّسَائِيِّ مِنْ حَدِيث اِبْن عَبَّاس " أَنَّهُ صَلَّى عَلَى جَنَازَة فَقَرَأَ بِفَاتِحَةِ الْكِتَاب وَسُورَة وَجَهَرَ فَلَمَّا فَرَغَ قَالَ سُنَّة وَحَقّ " .
قَالَ بَعْض أَصْحَاب الشَّافِعِيّ إِنَّهُ يَجْهَر بِاللَّيْلِ كَاللَّيْلِيَّةِ . وَذَهَبَ أَكْثَر الْعُلَمَاء إِلَى أَنَّهُ يُسْتَحَبّ الْإِسْرَار فِي صَلَاة الْجَنَازَة ، وَتَمَسَّكُوا بِقَوْلِ اِبْن عَبَّاس " لِتَعْلَمُوا أَنَّهُ مِنْ السُّنَّة " رَوَاهُ الْبُخَارِيّ ، أَيْ لَمْ أَقْرَأ جَهْرًا إِلَّا لِتَعْلَمُوا أَنَّهُ سُنَّة .
وَلِحَدِيثِ أَبِي أُمَامَةَ عَنْ رَجُل مِنْ أَصْحَاب النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " أَنَّ السُّنَّة فِي الصَّلَاة عَلَى الْجَنَازَة أَنْ يُكَبِّر الْإِمَام ثُمَّ يَقْرَأ بِفَاتِحَةِ الْكِتَاب بَعْد التَّكْبِيرَة الْأُولَى سِرًّا فِي نَفْسه " . الْحَدِيث ، وَسَيَجِيءُ بِتَمَامِهِ . وَقِيلَ : إِنَّ جَهْره صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالدُّعَاءِ لِقَصْدِ تَعْلِيمهمْ .
وَأَخْرَجَ أَحْمَد عَنْ جَابِر قَالَ مَا أَتَاحَ لَنَا فِي دُعَاء الْجَنَازَة رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَا أَبُو بَكْر وَلَا عُمَر وَفَسَّرَ أَتَاحَ بِمَعْنَى قَدَّرَ .
قَالَ الْحَافِظ : وَاَلَّذِي وَقَفْت عَلَيْهِ بَاحَ بِمَعْنَى جَهَرَ اِنْتَهَى .
قُلْت : وَالظَّاهِر أَنَّ الْجَهْر وَالْإِسْرَار بِالدُّعَاءِ فِي صَلَاة الْجَنَازَة جَائِزَانِ وَكُلّ مِنْ الْأَمْرَيْنِ مَرْوِيّ عَنْ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهَذَا هُوَ الْحَقّ وَاَللَّه أَعْلَم
( إِنَّ فُلَان بْن فُلَان )
: فِيهِ دَلِيل عَلَى اِسْتِحْبَاب تَسْمِيَة الْمَيِّت بِاسْمِهِ وَاسْم أَبِيهِ ، وَهَذَا إِنْ كَانَ مَعْرُوفًا وَإِلَّا جَعَلَ مَكَان ذَلِكَ اللَّهُمَّ إِنَّ عَبْدك هَذَا أَوْ نَحْوه ، وَالظَّاهِر أَنَّهُ يَدْعُو بِهَذِهِ الْأَلْفَاظ الْوَارِدَة فِي هَذِهِ الْأَحَادِيث سَوَاء كَانَ الْمَيِّت ذَكَرًا أَوْ أُنْثَى@

الصفحة 501