كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 8)

وَلَا يُحَوِّل الضَّمَائِر الْمُذَكَّرَة إِلَى صِيغَة التَّأْنِيث إِذَا كَانَتْ الْمَيِّت أُنْثَى لِأَنَّ مَرْجِعهَا الْمَيِّت وَهُوَ يُقَال عَلَى الذَّكَر وَالْأُنْثَى كَذَا فِي النَّيْل
( فِي ذِمَّتك )
: أَيْ أَمَانك
( وَحَبْل جِوَارك )
: بِكَسْرِ الْجِيم قِيلَ عَطْفٌ تَفْسِيرِيٌّ ، وَقِيلَ الْحَبْل الْعَهْد أَيْ فِي كَنَف حِفْظك وَعَهْد طَاعَتك ، وَقِيلَ أَيْ فِي سَبِيل قُرْبك وَهُوَ الْإِيمَان ، وَالْأَظْهَر أَنَّ الْمَعْنَى أَنَّهُ مُتَعَلِّق وَمُتَمَسِّك بِالْقُرْآنِ كَمَا قَالَ تَعَالَى وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ .
وَفَسَّرَهُ جُمْهُور الْمُفَسِّرِينَ بِكِتَابِ اللَّه تَعَالَى ، وَالْمُرَاد بِالْجِوَارِ الْأَمَان وَالْإِضَافَة بَيَانِيَّة يَعْنِي الْحَبْل الَّذِي يُوَرِّث الِاعْتِصَام بِهِ الْأَمْن وَالْأَمَان وَالْإِسْلَام قَالَهُ الْقَارِي
( فَقِه )
: بِالضَّمِيرِ أَوْ بِهَاءِ السَّكْت
( مِنْ فِتْنَة الْقَبْر وَعَذَاب النَّار )
: أَيْ اِمْتِحَان السُّؤَال فِيهِ أَوْ مِنْ أَنْوَاع عَذَابه مِنْ الضَّغْطَة وَالظُّلْمَة وَغَيْرهمَا
( وَأَنْتَ أَهْل الْوَفَاء )
: أَيْ بِالْوَعْدِ فَإِنَّك لَا تُخْلِف الْمِيعَاد
( وَالْحَقّ )
: أَيْ أَنْتَ أَهْل الْحَقّ ، وَالْمُضَاف مُقَدَّر
( أَنْتَ الْغَفُور )
: أَيْ كَثِير الْمَغْفِرَة لِلسَّيِّئَاتِ
( الرَّحِيم )
: كَثِير الرَّحْمَة بِقَبُولِ الطَّاعَات وَالتَّفَضُّل بِتَضَاعُفِ الْحَسَنَات .
( قَالَ عَبْد الرَّحْمَن عَنْ مَرْوَان )
: يَعْنِي بِلَفْظَةِ عَنْ ، وَأَمَّا إِبْرَاهِيم بْن مُوسَى فَإِنَّهُ قَالَ فِي رِوَايَته حَدَّثَنَا مَرْوَان .
قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : وَالْحَدِيث أَخْرَجَهُ اِبْن مَاجَهْ .
ثُمَّ اِعْلَمْ أَنِّي قَدْ سُئِلْت غَيْر مَرَّة عَنْ طَرِيق أَدَاء صَلَاة الْجَنَازَة وَكَيْفِيَّة قِرَاءَة الْفَاتِحَة وَالصَّلَاة عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالْأَدْعِيَة الْمَأْثُورَة لِلْمَيِّتِ ، وَتَعْيِين مَحَلّ كُلّهَا مِنْ الْقِرَاءَة وَالصَّلَاة وَالْأَدْعِيَة عَلَى الْوَجْه الَّذِي هُوَ مَرْوِيّ عَنْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ عَنْ الصَّحَابَة رَضِيَ اللَّه عَنْهُمْ .@

الصفحة 502