كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 8)

فِي ذَلِكَ مِنْ ثَلَاثِ تَكْبِيرَات إِلَى تِسْع اِنْتَهَى . وَقَالَ اِبْن الْقَيِّم : وَكَانَ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَأْمُر بِإِخْلَاصِ الدُّعَاء لِلْمَيِّتِ وَكَانَ يُكَبِّر أَرْبَع تَكْبِيرَات ، وَصَحَّ عَنْهُ أَنَّهُ كَبَّرَ خَمْسًا وَكَانَ الصَّحَابَة بَعْده يُكَبِّرُونَ أَرْبَعًا وَخَمْسًا وَسِتًّا ، ثُمَّ ذَكَرَ آثَار الصَّحَابَة وَقَالَ هَذِهِ آثَارٌ صَحِيحَة فَلَا مُوجِب لِلْمَنْعِ مِنْهَا ، وَالنَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يَمْنَع مِمَّا زَادَ عَلَى الْأَرْبَع بَلْ فَعَلَهُ هُوَ وَأَصْحَابه مِنْ بَعْده اِنْتَهَى .
نَعَمْ لَا شَكَّ أَنَّ الْأَرْبَع أَقْوَى وَأَصَحّ مِنْ حَيْثُ الدَّلِيل وَهُوَ ثَابِت مِنْ حَدِيث اِبْن عَبَّاس عِنْد الشَّيْخَيْنِ قَالَ : " اِنْتَهَى رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى قَبْرٍ رَطْب فَصَلَّى عَلَيْهِ وَصَفُّوا خَلْفه وَكَبَّرَ أَرْبَعًا " .
وَمِنْ حَدِيث جَابِر عِنْد الشَّيْخَيْنِ أَيْضًا أَنَّ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى عَلَى أَصْحَمَةَ النَّجَاشِيّ فَكَبَّرَ عَلَيْهِ أَرْبَعًا .
وَمِنْ حَدِيث أَبِي هُرَيْرَة عِنْدهمَا أَيْضًا " أَنَّ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَعَى النَّجَاشِيّ فِي الْيَوْم الَّذِي مَاتَ فِيهِ وَخَرَجَ بِهِمْ إِلَى الْمُصَلَّى فَصَفَّ بِهِمْ وَكَبَّرَ عَلَيْهِ أَرْبَع تَكْبِيرَات " . وَأَمَّا قِرَاءَة الْفَاتِحَة فَأَخْرَجَ الْبُخَارِيّ وَأَبُو دَاوُدَ وَالتِّرْمِذِيّ وَصَحَّحَهُ وَابْن حِبَّان وَالْحَاكِم عَنْ اِبْن عَبَّاس " أَنَّهُ صَلَّى عَلَى جَنَازَة فَقَرَأَ بِفَاتِحَةِ الْكِتَاب وَقَالَ لِتَعْلَمُوا أَنَّهُ مِنْ السُّنَّة " وَأَخْرَجَهُ النَّسَائِيُّ وَقَالَ فِيهِ " فَقَرَأَ بِفَاتِحَةِ الْكِتَاب وَسُورَةٍ وَجَهَرَ ، فَلَمَّا فَرَغَ قَالَ سُنَّة وَحَقّ " وَرَوَى التِّرْمِذِيّ وَابْن مَاجَهْ مِنْ طَرِيقٍ أُخْرَى عَنْ اِبْن عَبَّاس " أَنَّ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَرَأَ عَلَى الْجَنَازَة بِفَاتِحَةِ الْكِتَاب " وَإِسْنَاده ضَعِيف . قَالَ الْحَافِظ فِي التَّلْخِيص : وَرَوَاهُ أَبُو يَعْلَى فِي مُسْنَده مِنْ حَدِيث اِبْن عَبَّاس أَنَّهُ قَرَأَ عَلَى الْجَنَازَة بِفَاتِحَةِ الْكِتَاب وَزَادَ سُورَة . قَالَ الْبَيْهَقِيُّ : ذِكْر السُّورَة غَيْر مَحْفُوظ ، وَقَالَ النَّوَوِيّ : إِسْنَاده صَحِيح . وَرَوَى اِبْن مَاجَهْ مِنْ حَدِيث أُمّ شَرِيك قَالَتْ : " أَمَرَنَا رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ نَقْرَأ عَلَى الْجَنَازَة بِفَاتِحَةِ الْكِتَاب " وَفِي إِسْنَاده ضَعْف يَسِيرٌ اِنْتَهَى .
وَأَخْرَجَ الشَّافِعِيّ فِي مُسْنَده أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد@

الصفحة 504