كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 8)

لَا يَرَى التَّسْمِيَة شَرْطًا فِي الذَّكَاة إِلَى أَنَّ الْمُرَاد بِقَوْلِهِ " ذَكَرْت اِسْم اللَّه " ذِكْر الْقَلْب وَهُوَ أَنْ يَكُون إِرْسَاله الْكَلْب لِلِاصْطِيَادِ بِهِ لَا يَكُون فِي ذَلِكَ لَاهِيًا أَوْ لَاعِبًا لَا قَصْد لَهُ فِي ذَلِكَ . قَالَهُ الْخَطَّابِيُّ
( فَإِنْ أَكَلَ الْكَلْب فَلَا تَأْكُل )
: فِيهِ دَلِيل عَلَى تَحْرِيم مَا أَكَلَ مِنْهُ الْكَلْب مِنْ الصَّيْد وَلَوْ كَانَ الْكَلْب مُعَلَّمًا ، وَهَذَا قَوْل الْجُمْهُور . وَقَالَ مَالِك : وَهُوَ قَوْل الشَّافِعِيّ فِي الْقَدِيم . وَنُقِلَ عَنْ بَعْض الصَّحَابَة أَنَّهُ يَحِلّ ، وَاحْتَجُّوا بِحَدِيثِ أَبِي ثَعْلَبَة الْآتِي فِي الْبَاب ، وَحَمَلُوا قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " فَإِنْ أَكَلَ فَلَا تَأْكُل " عَلَى كَرَاهَة التَّنْزِيه . وَاحْتَجَّ الْجُمْهُور بِحَدِيثِ عَدِيّ هَذَا مَعَ قَوْله تَعَالَى : { فَكُلُوا مِمَّا أَمْسَكْنَ عَلَيْكُمْ } وَهَذَا مِمَّا لَمْ يُمْسِك عَلَيْنَا بَلْ عَلَى نَفْسه ، وَقَدَّمُوا حَدِيث عَدِيّ هَذَا عَلَى حَدِيث أَبِي ثَعْلَبَة ، لِأَنَّهُ أَصَحّ . وَمِنْهُمْ مَنْ تَأَوَّلَ حَدِيث أَبِي ثَعْلَبَة عَلَى مَا إِذَا أَكَلَ مِنْهُ بَعْد أَنْ قَتَلَهُ وَخَلَّاهُ وَفَارَقَهُ ثُمَّ عَادَ فَأَكَلَ مِنْهُ فَهَذَا لَا يَضُرّ
( فَإِنِّي أَخَاف أَنْ يَكُون إِنَّمَا أَمْسَكَهُ عَلَى نَفْسه )
: مَعْنَاهُ أَنَّ اللَّه تَعَالَى قَالَ { فَكُلُوا مِمَّا أَمْسَكْنَ عَلَيْكُمْ } فَإِنَّمَا أَبَاحَهُ بِشَرْطِ أَنْ نَعْلَم أَنَّهُ أَمْسَكَ عَلَيْنَا ، وَإِذَا أَكَلَ مِنْهُ لَمْ نَعْلَم أَنَّهُ أَمْسَكَهُ لَنَا أَمْ لِنَفْسِهِ فَلَمْ يُوجَد شَرْط إِبَاحَته ، وَالْأَصْل تَحْرِيمه . قَالَهُ النَّوَوِيّ .
قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : وَأَخْرَجَهُ الْبُخَارِيّ وَمُسْلِم وَابْن مَاجَهْ .
2466 -
قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ :
( وَلَمْ تَجِدهُ فِي مَاء )
: قَالَ الْخَطَّابِيُّ إِنَّمَا نَهَاهُ عَنْ أَكْله إِذَا وَجَدَهُ فِي الْمَاء لِإِمْكَانِ@

الصفحة 51