كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 8)

مَرْفُوعًا وَقَالَ : لَمْ يَرْوِهُ عَنْ نَافِع إِلَّا عَبْد اللَّه بْن مُحَرَّر . تَفَرَّدَ بِهِ عَبَّاد بْن صُهَيْب . قَالَ فِي التَّلْخِيص : وَهُمَا ضَعِيفَانِ .
وَرَوَى الشَّافِعِيّ عَمَّنْ سَمِعَ سَلَمَة بْن وَرْدَان يَذْكُر عَنْ أَنَس أَنَّهُ كَانَ يَرْفَع يَدَيْهِ كُلَّمَا كَبَّرَ عَلَى الْجَنَازَة .
وَرَوَى أَيْضًا الشَّافِعِيّ عَنْ عُرْوَة وَابْن الْمُسَيِّب مِثْل ذَلِكَ . قَالَ : وَعَلَى ذَلِكَ أَدْرَكْنَا أَهْل الْعِلْم بِبَلَدِنَا اِنْتَهَى .
وَحَكَى اِبْن الْمُنْذِر مَشْرُوعِيَّة الرَّفْع عِنْد كُلّ تَكْبِيرَة عَنْ اِبْن عُمَر وَعُمَر بْن عَبْد الْعَزِيز وَعَطَاء وَسَالِم بْن عَبْد اللَّه وَقَيْس بْن أَبِي حَازِم وَالزُّهْرِيّ وَالْأَوْزَاعِيّ وَأَحْمَد وَإِسْحَاق ، وَاخْتَارَهُ بْن الْمُنْذِر . وَقَالَ الثَّوْرِيّ وَأَبُو حَنِيفَة وَأَصْحَاب الرَّأْي إِنَّهُ لَا يَرْفَع عِنْد سَائِر التَّكْبِيرَات بَلْ عِنْد الْأُولَى فَقَطْ ، وَعَنْ مَالِك ثَلَاث رِوَايَات الرَّفْع فِي الْجَمِيع ، وَفِي الْأُولَى فَقَطْ ، وَعَدَمه فِي كُلّهَا وَاَللَّه أَعْلَم .
وَأَمَّا الصَّلَاة عَلَى الطِّفْل الَّذِي لَمْ يَبْلُغ الْحُلُم ، فَكَالصَّلَاةِ عَلَى الْكَبِير ، وَلَمْ يَثْبُت عَنْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِسَنَدٍ صَحِيح أَنَّهُ عَلَّمَ أَصْحَابه دُعَاءً آخَر لِلْمَيِّتِ الصَّغِير غَيْر الدُّعَاء الَّذِي عَلَّمَهُمْ لِلْمَيِّتِ الْكَبِير بَلْ كَانَ يَقُول اللَّهُمَّ اِغْفِرْ لِحَيِّنَا وَمَيِّتنَا ، وَصَغِيرنَا وَكَبِيرنَا " كَمَا عَرَفْت .
وَأَخْرَجَ مَالِك فِي الْمُوَطَّأ عَنْ يَحْيَى بْن سَعِيد أَنَّهُ قَالَ سَمِعْت سَعِيد بْن الْمُسَيِّب يَقُول صَلَّيْت وَرَاء أَبِي هُرَيْرَة عَلَى صَبِيّ لَمْ يَعْمَل خَطِيئَة قَطّ فَسَمِعْته يَقُول : " اللَّهُمَّ أَعِذْهُ مِنْ عَذَاب الْقَبْر " اِنْتَهَى . فَالدُّعَاء لِلطِّفْلِ عَلَى مَعْنَى الزِّيَادَة كَمَا كَانَتْ الْأَنْبِيَاء عَلَيْهِمْ الصَّلَاة وَالسَّلَام تَدْعُو اللَّه أَنْ يَرْحَمهَا وَتَسْتَغْفِرهُ .
لَكِنْ رَوَى الْمُسْتَغْفِرِيّ فِي الدَّعَوَات مِنْ حَدِيث عَلِيّ بْن أَبِي طَالِب قَالَ قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " يَا عَلِيّ إِذَا صَلَّيْت عَلَى جَنَازَة فَقُلْ اللَّهُمَّ @

الصفحة 521