كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 8)

2472 -
قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ :
( فَأَدْرَكْت ذَكَاته )
: أَيْ ذَبْحه ، وَالْمَعْنَى أَدْرَكْته حَيًّا وَذَبَحْته .
قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : وَأَخْرَجَهُ الْبُخَارِيّ وَمُسْلِم وَالنَّسَائِيُّ .
2473 -
قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ :
( زَادَ عَنْ اِبْن حَرْب الْمُعَلَّم )
: أَيْ زَادَ مُحَمَّد بْن الْمُصَفَّى فِي رِوَايَته عَنْ اِبْن الْحَرْب بَعْد قَوْله وَكَلْبك لَفْظ الْمُعَلَّم ، يَعْنِي قَالَ وَكَلْبك الْمُعَلَّم
( وَيَدك )
: أَيْ قَالَ مَا رَدَّتْ عَلَيْك يَدك مَكَان قَوْله رَدَّتْ عَلَيْك قَوْسك
( فَكُلْ ذَكِيًّا وَغَيْر ذَكِيّ )
: قَالَ الْخَطَّابِيُّ : يَحْتَمِل وَجْهَيْنِ أَحَدهمَا أَنْ يَكُون أَرَادَ بِالذَّكِيِّ مَا أَمْسَكَ عَلَيْهِ فَأَدْرَكَهُ قَبْل زُهُوق نَفْسه فَذَكَّاهُ فِي الْحَلْق وَاللَّبَّة ، وَغَيْر الذَّكِيّ مَا زَهَقَتْ نَفْسه قَبْل أَنْ يُدْرِكهُ . وَالثَّانِي أَنْ يَكُون أَرَادَ بِالذَّكِيِّ مَا جَرَحَهُ الْكَلْب بِسِنِّهِ أَوْ مَخَالِبه فَسَالَ دَمه ، وَغَيْر الذَّكِيّ مَا لَمْ يَجْرَحهُ . وَقَدْ اِخْتَلَفَ الْعُلَمَاء فِيمَا قَتَلَهُ الْكَلْب وَلَمْ يُدْمِهِ ، فَذَهَبَ بَعْضهمْ إِلَى تَحْرِيمه ، وَذَلِكَ أَنَّهُ قَدْ يُمْكِن أَنْ يَكُون إِنَّمَا قَتَلَهُ الْكَلْب بِالضَّغْطِ وَالِاعْتِمَاد فَيَكُون فِي مَعْنَى الْمَوْقُوذَة ، وَإِلَى هَذَا ذَهَبَ الشَّافِعِيّ فِي أَحَد قَوْلَيْهِ اِنْتَهَى .
قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : وَأَخْرَجَهُ اِبْن مَاجَهْ مُقْتَصِرًا مِنْهُ عَلَى قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " كُلْ مَا رَدَّتْ عَلَيْك قَوْسك " .@

الصفحة 56