كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 8)

2483 -
قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ :
( الْحُدَّانِيُّ )
: بِضَمِّ الْحَاء الْمُهْمَلَة وَبِالدَّالِ الْمُشَدَّدَة بَعْدهَا نُون
( وَالْمَرْأَة )
: بِالنَّصْبِ عَطْفًا عَلَى اِسْم إِنَّ وَخَبَر الْمَعْطُوف مَحْذُوف بِدَلَالَةِ خَبَر الْمَعْطُوف عَلَيْهِ وَيَجُوز الرَّفْع وَخَبَره كَذَلِكَ
( سِتِّينَ سَنَة )
: أَيْ مَثَلًا أَوْ الْمُرَاد مِنْهُ التَّكْثِير
( فَيُضَارَّانِ فِي الْوَصِيَّة )
: مِنْ الْمُضَارَّة وَهِيَ إِيصَال الضَّرَر بِالْحِرْمَانِ أَوْ بِمَا يُعَدّ فِي الشَّرْع نُقْصَانًا إِلَى بَعْض مَنْ لَا يَسْتَحِقّ لَوْلَا هَذِهِ الْوَصِيَّة . كَذَا فِي فَتْح الْوَدُود
( قَالَ )
: أَيْ شَهْر بْنُ حَوْشَبٍ
( مِنْ هَا هُنَا )
: أَيْ مِنْ بَعْد وَصِيَّة إِلَخْ
{ غَيْر مُضَارّ }
: أَيْ غَيْر مُوَصِّل الضَّرَر إِلَى الْوَرَثَة بِسَبَبِ الْوَصِيَّة
( حَتَّى بَلَغَ )
: أَيْ أَبُو هُرَيْرَة . وَالْمَعْنَى قَرَأَ إِلَى قَوْله تَعَالَى
{ ذَلِكَ الْفَوْز الْعَظِيم }
وَهَذِهِ الْآيَة فِي سُورَة النِّسَاء وَقِرَاءَة أَبِي هُرَيْرَة لِلْآيَةِ لِتَأْيِيدِ مَعْنَى الْحَدِيث وَتَقْوِيَته لِأَنَّ اللَّه سُبْحَانه قَدْ قَيَّدَ مَا شَرَعَهُ مِنْ الْوَصِيَّة بِعَدَمِ الضِّرَار ، فَتَكُون الْوَصِيَّة الْمُشْتَمِلَة عَلَى الضِّرَار مُخَالِفَة لِمَا شَرَعَهُ اللَّه تَعَالَى ، وَمَا كَانَ كَذَلِكَ فَهُوَ مَعْصِيَة . وَفِي الْحَدِيث وَعِيد شَدِيد وَزَجْر بَلِيغ لِلْمَضَارِّ فِي الْوَصِيَّة كَمَا لَا يَخْفَى .
قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : وَأَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيّ وَابْن مَاجَهْ ، وَقَالَ التِّرْمِذِيّ حَسَن غَرِيب . هَذَا آخِر كَلَامه وَشَهْر بْن حَوْشَبٍ قَدْ تَكَلَّمَ فِيهِ غَيْر وَاحِد مِنْ الْأَئِمَّة ، وَوَثَّقَهُ أَحْمَد بْن حَنْبَل وَيَحْيَى بْن مَعِين .@

الصفحة 69