كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 8)

صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُتَوَلِّيًا وَكَانَ سَيِّد الْوُلَاة وَكَانَ حَاكِمًا لِجَمِيعِ الْمُسْلِمِينَ فَكَيْف قَالَ إِنِّي أُحِبّ لَك إِلَخْ . وَفِيهِ إِشْكَال مِنْ وَجْهَيْنِ ، الْأَوَّل أَنَّ الْإِمَام أَفْضَل مِنْ غَيْره ، وَالثَّانِي أَنَّهُ كَانَ يَنْبَغِي أَنْ يُؤْثِر عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام مَا هُوَ أَحَبّ إِلَيْهِ ، وَالْجَوَاب أَنَّ مَعْنَى ذَلِكَ أُحِبّ لِنَفْسِي لَوْ كَانَ حَالِي كَحَالِك فِي الضَّعْف لِأَنَّ لِلْوِلَايَةِ شَرْطَيْنِ الْعِلْم بِحَقَائِقِهَا وَالْقُدْرَة عَلَى تَحْصِيل مَصَالِحهَا وَدَرْء مَفَاسِدهَا ، وَقَدْ نَبَّهَ عَلَى هَذَيْنِ الشَّرْطَيْنِ يُوسُف عَلَيْهِ السَّلَام بِقَوْلِهِ { إِنِّي حَفِيظ عَلِيم } فَإِذَا فُقِدَ الشَّرْطَانِ حَرُمَتْ الْوِلَايَة اِنْتَهَى .
قُلْت : وَفِي الطَّبَرَانِيِّ مِنْ حَدِيث اِبْن عُمَر مَرْفُوعًا " الْإِمَام الضَّعِيف مَلْعُون " كَذَا فِي مِرْقَاة الصُّعُود .
قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : وَأَخْرَجَهُ مُسْلِم وَالنَّسَائِيُّ .
2485 -
قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ :
( إِنْ تَرَكَ خَيْرًا الْوَصِيَّة إِلَخْ )
: فِي تَفْسِير الْجَلَالَيْنِ { كُتِبَ } فُرِضَ { عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمْ الْمَوْتُ } أَسْبَابه { إِنْ تَرَكَ خَيْرًا } مَالًا { الْوَصِيَّة } مَرْفُوع بِكُتِبَ وَهُوَ مُتَعَلِّق إِذَا إِنْ كَانَتْ ظَرْفِيَّة وَدَالّ عَلَى جَوَابهَا إِنْ كَانَتْ شَرْطِيَّة ، وَجَوَاب إِنْ مَحْذُوف أَيْ فَلْيُوصِ { لِلْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ بِالْمَعْرُوفِ } بِالْعَدْلِ وَأَنْ لَا يَزِيد عَلَى الثُّلُث وَلَا يُفَضِّل الْغَنِيّ { حَقًّا } : مَصْدَر مُؤَكِّد لِمَضْمُونِ الْجُمْلَة قَبْله { عَلَى الْمُتَّقِينَ } : اللَّه ، وَهَذَا مَنْسُوخ بِآيَةِ الْمِيرَاث وَبِحَدِيثِ " لَا وَصِيَّة لِوَارِثٍ " رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ اِنْتَهَى مَا فِي الْجَلَالَيْنِ
( فَكَانَتْ الْوَصِيَّة كَذَلِكَ )
: أَيْ فَرْضًا لِلْوَرَثَةِ
( حَتَّى @

الصفحة 71