كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 8)

نَسَخَتْهَا آيَة الْمِيرَاث )
: يَعْنِي قَوْله تَعَالَى { يُوصِيكُمْ اللَّهُ فِي أَوْلَادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْل حَظّ الْأُنْثَيَيْنِ } إِلَخْ .
قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : فِي إِسْنَاده عَلِيّ بْن الْحُسَيْن بْن وَاقِد وَفِيهِ مَقَال .
2486 -
قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ :
( قَدْ أَعْطَى كُلّ ذِي حَقٍّ حَقَّهُ )
: أَيْ بَيَّنَ نَصِيبه الَّذِي فُرِضَ لَهُ . قَالَ الْخَطَّابِيُّ : هَذَا إِشَارَة إِلَى آيَة الْمَوَارِيث ، وَكَانَتْ الْوَصِيَّة قَبْل نُزُول الْآيَة وَاجِبَة لِلْأَقْرَبِينَ وَهُوَ قَوْله تَعَالَى { كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمْ الْمَوْتُ إِنْ تَرَكَ خَيْرًا الْوَصِيَّة لِلْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ } ثُمَّ نُسِخَتْ بِآيَةِ الْمِيرَاث ، وَإِنَّمَا تَبْطُل الْوَصِيَّة لِلْوَارِثِ فِي قَوْل أَكْثَر أَهْل الْعِلْم مِنْ أَجْل حُقُوق سَائِر الْوَرَثَة ، فَإِذَا أَجَازُوهَا جَازَتْ ، كَمَا إِذَا أَجَازُوا الزِّيَادَة عَلَى الثُّلُث لِلْأَجْنَبِيِّ جَازَ . وَذَهَبَ بَعْضهمْ إِلَى أَنَّ الْوَصِيَّة لِلْوَارِثِ لَا تَجُوز وَإِنْ أَجَازَهَا سَائِر الْوَرَثَة لِأَنَّ الْمَنْع مِنْهَا إِنَّمَا هُوَ لِحَقِّ الشَّرْع ، وَلَوْ جَوَّزْنَاهَا لَكِنَّا قَدْ اِسْتَعْمَلْنَا الْحُكْم الْمَنْسُوخ وَذَلِكَ غَيْر جَائِز كَمَا أَنَّ الْوَصِيَّة لِلْقَاتِلِ غَيْر جَائِز وَإِنْ أَجَازَهَا الْوَرَثَة اِنْتَهَى .
قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : وَأَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيّ وَابْن مَاجَهْ ، وَقَالَ التِّرْمِذِيّ حَسَن هَذَا آخِر كَلَامه . وَفِي إِسْنَاده إِسْمَاعِيل بْن عَيَّاش وَقَدْ اُخْتُلِفَ فِي الِاحْتِجَاج بِحَدِيثِهِ ، وَمِنْهُمْ مَنْ ذَكَرَ أَنَّ حَدِيثه عَنْ أَهْل الْحِجَاز وَأَهْل الْعِرَاق لَيْسَ بِذَاكَ . وَأَنَّ رِوَايَته عَنْ أَهْل الشَّام أَصَحّ ، وَهَذَا الْحَدِيث مِنْ رِوَايَته عَنْ أَهْل الشَّام . وَقَدْ أَخْرَجَ هَذَا الْحَدِيث التِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيُّ وَابْن مَاجَهْ مِنْ حَدِيث عَمْرو بْن خَارِجَة عَنْ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَقَالَ التِّرْمِذِيّ حَسَن صَحِيح اِنْتَهَى كَلَام الْمُنْذِرِيُّ .@

الصفحة 72