كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 8)

وَادِّخَارهَا وَإِلَيْهِ ذَهَبَ الْجَمَاهِير مِنْ عُلَمَاء الْأَمْصَار مِنْ الصَّحَابَة وَالتَّابِعِينَ فَمَنْ بَعْدهمْ . وَحَكَى النَّوَوِيّ عَنْ عَلِيّ رَضِيَ اللَّه عَنْهُ وَابْن عُمَر رَضِيَ اللَّه عَنْهُمَا أَنَّهُمَا قَالَا يَحْرُم الْإِمْسَاك لِلُحُومِ الْأَضَاحِيّ بَعْد ثَلَاث وَإِنَّ حُكْم التَّحْرِيم بَاقٍ ، وَحَكَاهُ الْحَازِمِيّ فِي الِاعْتِبَار عَنْ عَلِيّ رَضِيَ اللَّه عَنْهُ أَيْضًا وَالزُّبَيْر وَعَبْد اللَّه بْن وَاقِد بْن عَبْد اللَّه بْن عُمَر ، وَلَعَلَّهُمْ لَمْ يَعْلَمُوا بِالنَّاسِخِ ، وَمَنْ عَلِمَ حُجَّة عَلَى مَنْ لَمْ يَعْلَم . قَالَهُ فِي النَّيْل .
قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : وَأَخْرَجَهُ مُسْلِم وَالنَّسَائِيُّ .
2430 -
قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ :
( عَنْ نُبَيْشَة )
: بِالتَّصْغِيرِ اِبْن عَبْد اللَّه الْهُذَلِيّ صَحَابِيّ قَلِيل الْحَدِيث . كَذَا فِي التَّقْرِيب
( لِكَيْ تَسَعكُمْ )
: مِنْ الْوُسْع أَيْ لِيُصِيبَ لُحُومهَا كُلّكُمْ مَنْ ضَحَّى وَمَنْ لَمْ يُضَحِّ
( وَأْتَجِرُوا )
: مِنْ الْأَجْر مِنْ بَاب الِافْتِعَال أَيْ اُطْلُبُوا الْأَجْر بِالصَّدَقَةِ ، وَفِي بَعْض النُّسَخ وَاتَّجِرُوا ، وَكَانَ أَصْله اِئْتَجِرُوا ثُمَّ أُدْغِمَ كَمَا فِي اِتَّخَذَ .
قَالَ الْخَطَّابِيُّ : وَلَيْسَ مِنْ التِّجَارَة لِأَنَّ الْبَيْع فِي الضَّحَايَا فَاسِد إِنَّمَا يُؤْكَل وَيُتَصَدَّق مِنْهَا اِنْتَهَى .
قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : وَأَخْرَجَهُ النَّسَائِيُّ بِتَمَامِهِ وَأَخْرَجَهُ اِبْن مَاجَهْ مُقْتَصِرًا مِنْهُ عَلَى الْإِذْن فِي الِادِّخَار فَوْق ثَلَاث ، وَخَرَّجَ مُسْلِم الْفَصْل الثَّانِي فِي الْأَكْل وَالشُّرْب وَالذِّكْر اِنْتَهَى كَلَام الْمُنْذِرِيِّ .@

الصفحة 9