كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 8)

مِنْ الْقُرْآن وَالسُّنَّة فِي وُجُوب الْعَمَل فَهَذَا إِشَارَة إِلَى الْإِجْمَاع وَالْقِيَاس وَكَلَام الْمُصَنِّف مَبْنِيّ عَلَى الْمَعْنَى الْأَوَّل اِنْتَهَى .
قَالَ الْخَطَّابِيُّ : فِي هَذَا حَثّ عَلَى تَعَلُّم الْفَرَائِض وَتَحْرِيض عَلَيْهِ وَتَقْدِيم لِعِلْمِهِ ، وَالْآيَة الْمُحْكَمَة هِيَ كِتَاب اللَّه تَعَالَى وَاشْتُرِطَ فِيهَا الْإِحْكَام لِأَنَّ مِنْ الْآي مَا هُوَ مَنْسُوخ لَا يُعْمَل بِهِ وَإِنَّمَا يُعْمَل بِنَاسِخِهِ .
وَالسُّنَّة الْقَائِمَة هِيَ الثَّابِتَة مِمَّا جَاءَ عَنْهُ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَآلِه وَسَلَّمَ مِنْ السُّنَن الْمَرْوِيَّة ، وَذَكَرَ فِي الْفَرِيضَة الْعَادِلَة قَرِيبًا مِمَّا فِي فَتْح الْوَدُود .
قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : وَأَخْرَجَهُ اِبْن مَاجَهْ ، وَفِي إِسْنَاده عَبْد الرَّحْمَن بْن زِيَاد بْن أَنْعَم الْإِفْرِيقِيّ وَهُوَ أَوَّل مَوْلُود وُلِدَ بِإِفْرِيقِيَّة فِي الْإِسْلَام وَوَلِيَ الْقَضَاء بِهَا ، وَقَدْ تَكَلَّمَ فِيهِ غَيْر وَاحِد .
وَفِيهِ أَيْضًا عَبْد الرَّحْمَن بْن رَافِع التَّنُوخِيّ قَاضِي إِفْرِيقِيَّة وَقَدْ غَمَزَهُ الْبُخَارِيّ وَابْن أَبِي حَاتِم .
قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ :
قَالَ الْقَسْطَلَّانِيُّ : الْكَلَالَة الْمَيِّت الَّذِي لَا وَلَد لَهُ وَلَا وَالِد ، وَهُوَ قَوْل جُمْهُور اللُّغَوِيِّينَ ، وَقَالَ بِهِ عَلِيّ وَابْن مَسْعُود . أَوْ الَّذِي لَا وَالِد لَهُ فَقَطْ ، وَهُوَ قَوْل عُمَر . أَوْ الَّذِي لَا وَلَد لَهُ فَقَطْ ، وَهُوَ قَوْل بَعْضهمْ . أَوْ مَنْ لَا يَرِثهُ أَب وَلَا أُمّ . وَعَلَى هَذِهِ الْأَقْوَال فَالْكَلَالَة اِسْم لِلْمَيِّتِ ، وَقِيلَ الْكَلَالَة اِسْم لِلْوَرَثَةِ مَا عَدَا الْأَبَوَيْنِ وَالْوَلَد . قَالَهُ قُطْرُب وَاخْتَارَهُ أَبُو بَكْر رَضِيَ اللَّه عَنْهُ . وَسُمُّوا بِذَلِكَ لِأَنَّ الْمَيِّت بِذَهَابِ طَرَفَيْهِ تَكَلَّلَهُ الْوَرَثَة أَيْ أَحَاطُوا بِهِ مِنْ جَمِيع جِهَاته اِنْتَهَى .@

الصفحة 93