كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 9)
أَنْ يُقَال بِأَنَّ الْمُنَاسَبَة لِلتَّرْجَمَةِ أَنَّ مَعْنَى التَّرْجَمَة أَنَّ مَنْ تَصَدَّقَ بِجَمِيعِ مَاله إِذَا تَابَ مِنْ ذَنْب أَوْ إِذَا نَذَرَ هَلْ يَنْفُذ ذَلِكَ إِذَا نَجَّزَهُ أَوْ عَلَّقَهُ . وَقِصَّة كَعْب هَذِهِ عَلَى التَّنْجِيز ، لَكِنْ كَعْب بْن مَالِك لَمْ يَصْدُر مِنْهُ تَنْجِيز وَإِنَّمَا اِسْتَشَارَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأُشِيرَ عَلَيْهِ بِإِمْسَاكِ الْبَعْض . فَالْأَولَى لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يُنَجِّز التَّصَدُّق بِجَمِيعِ مَاله أَوْ يُعَلِّقهُ أَنْ يُمْسِك بَعْضه ، وَلَا يَلْزَم مِنْ ذَلِكَ أَنَّهُ لَوْ نَجَّزَهُ لَمْ يَنْفُذ . قَالَهُ الْحَافِظ .
2884 -
قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ :
( وَكَانَ )
: عَبْد اللَّه
( قَائِد كَعْب )
: أَبِيهِ
( مِنْ )
: بَيْن
( بَنِيهِ حِين عَمِيَ )
: وَكَانَ بَنُوهُ أَرْبَعَة عَبْد اللَّه وَعَبْد الرَّحْمَن وَمُحَمَّد وَعُبَيْد اللَّه
( إِنَّ مِنْ )
: شُكْر
( تَوْبَتِي أَنْ أَنْخَلِع )
: أَيْ أَنْ أَعْرَى
( مِنْ مَالِي )
: كَمَا يَعْرَى الْإِنْسَان إِذَا خَلَعَ ثَوْبه
( صَدَقَة إِلَى اللَّه وَإِلَى رَسُوله )
: إِلَى بِمَعْنَى اللَّام أَيْ صَدَقَة خَالِصَة لِلَّهِ وَرَسُوله ، أَوْ تَتَعَلَّق بِصِفَةٍ مُقَدَّرَة أَيْ صَدَقَة وَاصِلَة إِلَى اللَّه أَيْ إِلَى ثَوَابه وَجَزَائِهِ وَإِلَى رَسُوله أَيْ إِلَى رِضَاهُ وَحُكْمه وَتَصَرُّفه
( أَمْسِكْ )
: بِكَسْرِ الْمُهْمَلَة
( فَهُوَ خَيْر لَك )
: وَاخْتُلِفَ فِي هَذِهِ الْمَسْأَلَة ، فَقِيلَ يَلْزَمهُ الثُّلُث إِذَا نَذَرَ التَّصَدُّق بِجَمِيعِ مَاله ، وَقِيلَ يَلْزَمهُ جَمِيع مَاله ، وَقِيلَ إِنْ عَلَّقَهُ بِصِفَةٍ فَالْقِيَاس إِخْرَاجه كُلّه . قَالَهُ الْإِمَام أَبُو حَنِيفَة . وَقِيلَ إِنْ كَانَ نَذْر تَبَرُّر كَإِنْ شَفَى اللَّه مَرِيضِي لَزِمَهُ كُلّه ، وَإِنْ كَانَ لِجَاجًا وَغَضَبًا فَهُوَ بِالْخِيَارِ بَيْن أَنْ يَفِيَ بِذَلِكَ كُلّه أَوْ يُكَفِّر كَفَّارَة يَمِين وَهُوَ قَوْل الشَّافِعِيّ . قَالَهُ الْقَسْطَلَّانِيُّ@
الصفحة 136