كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 9)

وَالطَّرِيق الثَّانِيَة لِحَدِيثِ أَنَس هِيَ مَا ذَكَرَهَا اِبْن مَنْدَهْ مِنْ رِوَايَة يَحْيَى بْن أَبِي مُحَمَّد عَنْ أَنَس قَالَ اِبْن مَنْدَهْ وَرَوَاهُ نُوح بْن عَمْرو عَنْ بَقِيَّة عَنْ مُحَمَّد بْن زِيَاد عَنْ أَبِي أُمَامَةَ نَحْوه ، كَذَا ذَكَرَهُ الْحَافِظ فِي الْإِصَابَة وَلَمْ يَتَكَلَّم عَلَيْهِ وَيَحْيَى بْن أَبِي مُحَمَّد هَذَا هُوَ يَحْيَى بْن مُحَمَّد بْن قَيْس الْمُحَارِبِيّ أَبُو مُحَمَّد الْمَدَنِيّ نَزِيل الْبَصْرَة قَدْ ضُعِّفَ ، لَكِنْ قَالَ أَبُو حَاتِم يُكْتَب حَدِيثه ، وَقَالَ أَبُو زُرْعَة أَحَادِيثه مُتَقَارِبَة سِوَى حَدِيثَيْنِ ، وَذَكَرَهُ اِبْن عَدِيّ فِي الْكَامِل وَذَكَرَ لَهُ أَرْبَعَة أَحَادِيث ثُمَّ قَالَ : عَامَّة أَحَادِيثه مُسْتَقِيمَة ، وَرَوَى لَهُ مُسْلِم مُتَابَعَة كَذَا فِي الْمِيزَان وَالْخُلَاصَة . وَالطَّرِيق الثَّالِثَة هِيَ مَا رَوَاهَا اِبْن سَعْد فِي الطَّبَقَات أَخْبَرَنَا يَزِيد بْن هَارُون حَدَّثَنَا الْعَلَاء أَبُو مُحَمَّد الثَّقَفِيّ سَمِعْت أَنَس بْن مَالِك قَالَ " كُنَّا مَعَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " فَذَكَرَ نَحْوه . كَذَا فِي نَصْب الرَّايَة . وَقَالَ الْحَافِظ فِي الْإِصَابَة : وَأَخْرَجَهُ اِبْن الْأَعْرَابِيّ وَابْن عَبْد الْبَرّ وَغَيْرهمَا مِنْ طَرِيق يَزِيد بْن هَارُون أَنْبَأَنَا الْعَلَاء أَبُو مُحَمَّد الثَّقَفِيّ سَمِعْت أَنَس بْن مَالِك يَقُول " غَزَوْنَا مَعَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَزْوَة تَبُوك فَطَلَعَتْ الشَّمْس يَوْمًا بِنُورٍ وَشُعَاع وَضِيَاء لَمْ نَرَهُ قَبْل ذَلِكَ ، فَتَعَجَّبَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ شَأْنهَا إِذْ أَتَاهُ جِبْرِيل فَقَالَ مَاتَ مُعَاوِيَة بْن مُعَاوِيَة فَبَعَثَ اللَّه سَبْعِينَ أَلْف مَلَك يُصَلُّونَ عَلَيْهِ ، قَالَ بِمَ ذَاكَ ؟ قَالَ بِكَثْرَةِ تِلَاوَته قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ، فَذَكَرَ نَحْوه وَفِيهِ فَهَلْ لَك أَنْ تُصَلِّي عَلَيْهِ فَأَقْبِض لَك الْأَرْض ؟ قَالَ نَعَمْ فَصَلَّى عَلَيْهِ " وَالْعَلَاء أَبُو مُحَمَّد هُوَ اِبْن زَيْد الثَّقَفِيّ هُوَ وَاهٍ اِنْتَهَى .
وَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيُّ وَضَعَّفَهُ . وَقَالَ النَّوَوِيّ فِي الْخُلَاصَة : وَالْعَلَاء هَذَا اِبْن زَيْد وَيُقَال اِبْن زَيْد اِتَّفَقُوا عَلَى ضَعْفه . قَالَ الْبُخَارِيّ : وَابْن عَدِيّ وَأَبُو حَاتِم هُوَ مُنْكَر الْحَدِيث . قَالَ الْبَيْهَقِيُّ : وَرُوِيَ مِنْ طُرُق أُخْرَى ضَعِيفَة . قَالَهُ الزَّيْلَعِيُّ . وَقَالَ الذَّهَبِيّ فِي الْمِيزَان : الْعَلَاء بْن زَيْد الثَّقَفِيّ بَصْرِيّ رَوَى عَنْ أَنَس . قَالَ اِبْن الْمَدِينِيّ يَضَع الْحَدِيث ، وَقَالَ أَبُو حَاتِم وَالدَّارَقُطْنِيّ : مَتْرُوك الْحَدِيث وَقَالَ الْبُخَارِيّ @

الصفحة 16