كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 9)

الصِّيعَان مُخْتَلِفَة فِي الْبِلَاد ، وَالْمُرَاد بِالْوَزْنِ وَزْن الذَّهَب وَالْفِضَّة فَقَطْ أَيْ الْوَزْن الْمُعْتَبَر فِي بَاب الزَّكَاة وَزْن أَهْل مَكَّة وَهِيَ الدَّرَاهِم الَّتِي الْعَشَرَة مِنْهَا بِسَبْعَةِ مَثَاقِيل وَكَانَتْ الدَّرَاهِم مُخْتَلِفَة الْأَوْزَان فِي الْبِلَاد وَكَانَتْ دَرَاهِم أَهْل مَكَّة هِيَ الدَّرَاهِم الْمُعْتَبَرَة فِي بَاب الزَّكَاة ، فَأَرْشَدَ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى ذَلِكَ لِهَذَا الْكَلَام ، كَمَا أَرْشَدَ إِلَى بَيَان الصَّاع الْمُعْتَبَر فِي بَاب الْكَفَّارَات وَصَدَقَة الْفِطْر اِنْتَهَى . وَفِي نَيْل الْأَوْطَار : وَالْحَدِيث فِيهِ دَلِيل عَلَى أَنَّهُ يَرْجِع عِنْد الِاخْتِلَاف فِي الْكَيْل إِلَى مِكْيَال الْمَدِينَة ، وَعِنْد الِاخْتِلَاف فِي الْوَزْن إِلَى مِيزَان مَكَّة .
أَمَّا مِقْدَار مِيزَان مَكَّة فَقَالَ اِبْن حَزْم بَحَثْت غَايَة الْبَحْث عَنْ كُلّ مَنْ وَثِقْت بِتَمْيِيزِهِ فَوَجَدْت كُلًّا يَقُول إِنَّ دِينَار الذَّهَب بِمَكَّة وَزْنه اِثْنَتَانِ وَثَمَانُونَ حَبَّة وَثَلَاثَة أَعْشَار حَبَّة بِالْحَبِّ مِنْ الشَّعِير ، وَالدِّرْهَم سَبْعَة أَعْشَار الْمِثْقَال ، فَوَزْن الدِّرْهَم سَبْع وَخَمْسُونَ حَبَّة وَسِتَّة أَعْشَار حَبَّة وَعُشْر عُشْر حَبَّة ، فَالرِّطْل مِائَة وَثَمَانِيَة وَعِشْرُونَ دِرْهَمًا بِالدِّرْهَمِ الْمَذْكُور اِنْتَهَى .
قَالَ الْمُنْذِرِيّ : وَالْحَدِيث أَخْرَجَهُ النَّسَائِيُّ . وَفِي رِوَايَة لِأَبِي دَاوُدَ عَنْ اِبْن عَبَّاس مَكَان اِبْن عُمَر ، وَفِي رِوَايَة وَزْن الْمَدِينَة وَمِكْيَال مَكَّة اِنْتَهَى .

الصفحة 160