كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 9)
عَنْهُ غَيْره . قَالَ الْبُخَارِيّ : وَلَا نَعْلَم لِسَمْعَان سَمَاعًا مِنْ سَمُرَة وَلَا لِلشَّعْبِيِّ مِنْ سَمْعَان وَثَّقَهُ اِبْن حِبَّان وَأَبُو نَصْر بْن مَاكُولَا وَقَالَ لَيْسَ لَهُ غَيْر حَدِيث وَاحِد اِنْتَهَى .
2901 -
قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ :
( إِنَّ أَعْظَم الذُّنُوب عِنْد اللَّه )
قَالَ الْعَلْقَمِيّ : أَيْ مِنْ أَعْظَمهَا فَحَذَفَ مِنْ وَهِيَ مُرَادَة ، كَمَا يُقَال أَعْقَل النَّاس وَيُرَاد أَنَّهُ مِنْ أَعْقَلهمْ
( أَنْ يَلْقَاهُ )
خَبَر إِنَّ . قَالَ الْمُنَاوِيُّ : أَيْ أَنْ يَلْقَى اللَّه مُتَلَبِّسًا بِهَا مُصِرًّا عَلَيْهَا ، وَهُوَ إِمَّا ظَرْف أَوْ حَال اِنْتَهَى . أَيْ فِي حَال لُقِيّه بِهَا
( بِهَا )
أَيْ بِأَعْظَم الذُّنُوب
( عَبْد )
فَاعِل يَلْقَى
( بَعْد الْكَبَائِر الَّتِي نَهَى اللَّه عَنْهَا )
بِمَنْزِلَةِ الِاسْتِثْنَاء مِنْ أَعْظَم الذُّنُوب
( أَنْ يَمُوت رَجُل )
بَدَل مِنْ أَنْ يَلْقَاهُ ، فَإِنَّ لِقَاء الْعَبْد رَبّه إِنَّمَا هُوَ بَعْد الْمَوْت ، وَلِأَنَّك إِذَا قُلْت إِنَّ أَعْظَم الذُّنُوب عِنْد اللَّه مَوْت الرَّجُل
( وَعَلَيْهِ دَيْن )
اِسْتَقَامَ وَرَجُل مُظْهِر أُقِيم مَقَام ضَمِير الْعَبْد . قَالَ الطِّيبِيُّ رَحِمَهُ اللَّه : فَإِنْ قُلْت قَدْ سَبَقَ أَنَّ حُقُوق اللَّه مَبْنَاهَا عَلَى الْمُسَاهَلَة وَلَيْسَ كَذَلِكَ حُقُوق الْآدَمِيِّينَ فِي قَوْله " يُغْفَر لِلشَّهِيدِ كُلّ ذَنْب إِلَّا الدَّيْن " وَهَا هُنَا جَعَلَهُ دُون الْكَبَائِر فَمَا وَجْه التَّوْفِيق قُلْت : قَدْ وَجَّهْنَاهُ أَنَّهُ عَلَى سَبِيل الْمُبَالَغَة تَحْذِيرًا وَتَوَقِّيًا عَنْ الدَّيْن ، وَهَذَا مُجْرًى عَلَى ظَاهِره اِنْتَهَى
( لَا يَدْعُ لَهُ قَضَاء )
صِفَة لِدَيْنٍ أَيْ لَا يَتْرُك لِذَلِكَ الدَّيْن مَالًا يَقْضِي بِهِ .
قَالَ الْمُظْهِر : فِعْل الْكَبَائِر عِصْيَان اللَّه تَعَالَى ، وَأَخْذ الدَّيْن لَيْسَ بِعِصْيَانٍ@
الصفحة 164