كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 9)

وَغَيْره : مُنْكَر الْحَدِيث وَقَالَ اِبْن حِبَّان : رُوِيَ عَنْ أَنَس نُسْخَة مَوْضُوعَة مِنْهَا الصَّلَاة بِتَبُوك صَلَاة الْغَائِب عَلَى مُعَاوِيَة بْن مُعَاوِيَة اللَّيْثِيّ . قَالَ اِبْن حِبَّان : وَهَذَا مُنْكَر وَلَا أَحْفَظ فِي أَصْحَاب رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَذَا وَالْحَدِيث فَقَدْ سَرَقَهُ شَيْخ شَامِيّ فَرَوَاهُ عَنْ بَقِيَّة عَنْ مُحَمَّد بْن زِيَاد عَنْ أَبِي أُمَامَةَ اِنْتَهَى . وَأَمَّا حَدِيث أَبِي أُمَامَةَ فَأَخْرَجَهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي مُعْجَمه الْوَسَط وَكِتَاب مُسْنَد الشَّامِيِّينَ حَدَّثَنَا عَلِيّ بْن سَعِيد الرَّازِيُّ حَدَّثَنَا نُوح بْن عَمْرو السَّكْسَكِيّ حَدَّثَنَا بَقِيَّة بْن الْوَلِيد عَنْ مُحَمَّد بْنِ زِيَاد الْأَلْهَانِيّ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ " كُنَّا مَعَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِتَبُوك فَنَزَلَ عَلَيْهِ جَبْرَئِيلُ فَقَالَ يَا رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ مُعَاوِيَة بْن مُعَاوِيَة الْمُزَنِيَّ مَاتَ بِالْمَدِينَةِ أَتُحِبُّ أَنْ أَطْوِي لَك الْأَرْض فَتُصَلِّي عَلَيْهِ ؟ قَالَ نَعَمْ ، فَضَرَبَ بِجَنَاحِهِ عَلَى الْأَرْض ، فَرُفِعَ لَهُ سَرِيره ، فَصَلَّى عَلَيْهِ وَخَلْفه صَفَّانِ مِنْ الْمَلَائِكَة فِي كُلّ صَفّ سَبْعُونَ أَلْف مَلَك ثُمَّ رَجَعَ ، وَقَالَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِجِبْرِيل بِمَ أَدْرَكَ هَذَا ؟ قَالَ بِحُبِّ سُورَة { قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ } وَقِرَاءَته إِيَّاهَا جَائِيًا وَقَائِمًا وَقَاعِدًا وَعَلَى كُلّ حَال " كَذَا فِي نَصْب الرَّايَة . وَأَخْرَجَهُ أَبُو أَحْمَد الْحَاكِم قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو الْحَسَن أَحْمَد بِدِمَشْق حَدَّثَنَا نُوح بْن عَمْرو بْن حُوَيّ حَدَّثَنَا بَقِيَّة حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن زِيَاد عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ " أَتَى رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَبْرَئِيلُ وَهُوَ بِتَبُوك فَقَالَ يَا مُحَمَّد اِشْهَدْ جَنَازَة مُعَاوِيَة بْن مُعَاوِيَة الْمُزَنِيِّ ، فَخَرَجَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي أَصْحَابه ، وَنَزَلَ جَبْرَئِيل فِي سَبْعِينَ أَلْفًا مِنْ الْمَلَائِكَة فَوَضَعَ جَنَاحه الْأَيْمَن عَلَى الْجِبَال فَتَوَاضَعَتْ ، وَوَضَعَ جَنَاحه الْأَيْسَر عَلَى الْأَرْضِينَ فَتَوَاضَعَتْ حَتَّى نَظَرْنَا إِلَى مَكَّة وَالْمَدِينَة فَصَلَّى عَلَيْهِ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَجَبْرَئِيلُ وَالْمَلَائِكَة ، فَذَكَرَهُ .
قَالَ الذَّهَبِيّ فِي الْمِيزَان فِي تَرْجَمَة نُوح : هَذَا حَدِيث مُنْكَر . وَفِي الْإِصَابَة @

الصفحة 17