كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 9)

فِي الْأَحْكَام لَمْ يَكُنْ شَيْء مِنْهَا حُجَّة وَمُعَاوِيَة بْن مُقَرِّن الْمُزَنِيُّ مَعْرُوف هُوَ وَإِخْوَته وَأَمَّا مُعَاوِيَة بْنُ مُعَاوِيَة فَلَا أَعْرِفهُ . قَالَ اِبْن حُجْرٍ : قَدْ يَحْتَجّ بِهِ مَنْ يُجِيز الصَّلَاة عَلَى الْغَائِب ، وَيَدْفَعهُ مَا وَرَدَ أَنَّهُ رُفِعَتْ الْحُجُب حَتَّى شَهِدَ جَنَازَته فَهَذَا يَتَعَلَّق بِالْأَحْكَامِ اِنْتَهَى .
وَأَمَّا طَرِيق سَعِيد بْن الْمُسَيِّب فَقَالَ الْحَافِظ : رَوَيْنَاهَا فِي فَضَائِل الْقُرْآن لِابْنِ الضُّرَيْس مِنْ طَرِيق عَلِيّ بْن زَيْد بْن جُدْعَان عَنْ سَعِيد .
وَأَمَّا طَرِيق الْحَسَن الْبَصْرِيّ فَأَخْرَجَهَا الْبَغَوِيُّ وَابْن مَنْدَهْ مِنْ طَرِيق صَدَقَة بْن أَبِي سَهْل عَنْ يُونُس بْن عُبَيْد عَنْ الْحَسَن عَنْ مُعَاوِيَة بْن مُعَاوِيَة الْمُزَنِيِّ " أَنَّ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ غَازِيًا بِتَبُوك فَأَتَاهُ جَبْرَئِيلُ فَقَالَ يَا مُحَمَّد هَلْ لَك فِي جَنَازَة مُعَاوِيَة بْن مُعَاوِيَة الْمُزَنِيِّ " فَذَكَرَ الْحَدِيث ، وَهَذَا الْمُرْسَل . وَلَيْسَ الْمُرَاد بِقَوْلِهِ عَنْ أَدَاة الرُّوَاة وَإِنَّمَا تَقْدِير الْكَلَام أَنَّ الْحَسَن أَخْبَرَ عَنْ قِصَّة مُعَاوِيَة الْمُزَنِيِّ اِنْتَهَى .
وَالْحَاصِل أَنَّ الْأَمْر كَمَا قَالَ الْحَافِظ بْنُ عَبْد الْبَرّ وَالْبَيْهَقِيُّ وَالذَّهَبِيّ أَنَّ أَسَانِيد هَذِهِ الْأَحَادِيث لَيْسَتْ بِالْقَوِيَّةِ لَكِنَّ فِيهِ التَّفْصِيل وَهُوَ أَنَّ حَدِيث أَنَس رُوِيَ مِنْ ثَلَاثَة طُرُق : فَطَرِيق أَبِي مُحَمَّد الْعَلَاء الثَّقَفِيّ عَنْهُ ضَعِيفَة جِدًّا لَا يَجُوز الِاحْتِجَاج بِمِثْلِ هَذَا السَّنَد .
وَأَمَّا طَرِيق مَحْبُوب بْن هِلَال فَلَا بَأْس بِهِ لَا يَنْحَطّ دَرَجَته عَنْ الْحَدِيث الْحَسَن لِغَيْرِهِ وَمَحْبُوب وَإِنْ لَمْ يَعْرِفهُ الذَّهَبِيّ وَقَالَ حَدِيثه مُنْكَر فَقَدْ ذَكَرَهُ اِبْن حِبَّان فِي الثِّقَات وَإِنَّمَا قَالَ الْبُخَارِيّ لَا يُتَابَع عَلَيْهِ ، وَقَالَ أَبُو حَاتِم لَيْسَ بِالْمَشْهُورِ . وَقَدْ قَالَ الذَّهَبِيّ فِي تَرْجَمَة عَلِيّ بْن الْمَدِينِيّ : فَانْظُرْ إِلَى أَصْحَاب رَسُول اللَّه @

الصفحة 19