كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 9)
2790 -
قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ :
( أَشْهَد أَنَّهُ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ )
: فِيهِ دَلَالَة وَاضِحَة أَنَّ النَّجَاشِيّ مَلِك الْحَبَشَة قَدْ أَسْلَمَ قَالَ اِبْن الْأَثِير أَسْلَمَ فِي عَهْد النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَحْسَنَ إِلَى الْمُسْلِمِينَ الَّذِينَ هَاجَرُوا إِلَى أَرْضه ، وَأَخْبَاره مَعَهُمْ وَمَعَ كُفَّار قُرَيْش الَّذِينَ طَلَبُوا مِنْهُ أَنْ يُسَلِّم إِلَيْهِمْ الْمُسْلِمِينَ مَشْهُورَة . تُوُفِّيَ بِبِلَادِهِ قَبْل فَتْح مَكَّة ، وَصَلَّى عَلَيْهِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْمَدِينَةِ اِنْتَهَى . وَفِي الْإِصَابَة أَسْلَمَ عَلَى عَهْد النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَمْ يُهَاجِر إِلَيْهِ ، وَكَانَ رِدْءًا لِلْمُسْلِمِينَ نَافِعًا ، وَقِصَّته مَشْهُورَة فِي الْمَغَازِي فِي إِحْسَانه إِلَى الْمُسْلِمِينَ الَّذِينَ هَاجَرُوا إِلَيْهِ فِي صَدْر الْإِسْلَام اِنْتَهَى
( وَلَوْلَا مَا أَنَا فِيهِ مِنْ الْمُلْك )
: هَذَا مَحَلّ التَّرْجَمَة ، لِأَنَّ النَّجَاشِيّ مَا رَحَلَ إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأَجْلِ مَخَافَة مُلْكه وَضَيَاع سَلْطَنَته ، وَبَغَاوَة رَعَايَاهُ الَّذِينَ كَانُوا عَلَى كُفْرهمْ وَأَقَامَ فِي أَرْضه وَمَاتَ فِيهَا وَالْحَدِيث سَكَتَ عَنْهُ الْمُنْذِرِيُّ .
قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ :
بِصِيغَةِ الْمَجْهُول مِنْ الْإِعْلَام أَيْ يُجْعَل عَلَى الْقَبْر عَلَامَة يُعْرَف الْقَبْر بِهَا .@
الصفحة 22