كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 9)
وَبِهَذَا الْمَعْنَى يَصِحّ مُطَابَقَة الْحَدِيث لِلْجُزْءِ الْأَوَّل مِنْ التَّرْجَمَة .
قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : فِي إِسْنَاده كَثِير بْن زَيْد مَوْلَى الْأَسْلَمِيِّينَ مَدَنِيّ كُنْيَته أَبُو مُحَمَّد وَقَدْ تَكَلَّمَ فِيهِ غَيْر وَاحِد .
قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ :
أَيْ عَظْم الْمَيِّت وَقْت الْحَفْر ( هَلْ يَتَنَكَّب ) أَيْ يَتَجَنَّب وَيَعْتَزِل ( ذَلِكَ الْمَكَان ) وَيَحْفِر فِي مَوْضِع آخَر .
2792 -
قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ :
( كَسْر عَظْم الْمَيِّت )
: قَالَ السُّيُوطِيُّ فِي بَيَان سَبَب الْحَدِيث عَنْ جَابِر " خَرَجْنَا مَعَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي جِنَازَة فَجَلَسَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى شَفِير الْقَبْر وَجَلَسْنَا مَعَهُ ، فَأَخْرَجَ الْحَفَّار عَظْمًا سَاقًا أَوْ عَضُدًا فَذَهَبَ لِيَكْسِرهُ ، فَقَالَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا تَكْسِرهَا فَإِنَّ كَسْرك إِيَّاهُ مَيِّتًا كَكَسْرِك إِيَّاهُ حَيًّا وَلَكِنْ دُسَّهُ فِي جَانِب الْقَبْر " قَالَهُ فِي فَتْح الْوَدُود
( كَكَسْرِهِ حَيًّا )
: يَعْنِي فِي الْإِثْم كَمَا فِي رِوَايَة . قَالَ الطِّيبِيُّ : إِشَارَة إِلَى أَنَّهُ لَا يُهَان مَيِّتًا كَمَا لَا يُهَان حَيًّا . قَالَ اِبْن الْمَلَك : وَإِلَى أَنَّ الْمَيِّت يَتَأَلَّم . قَالَ اِبْن حُجْرٍ : وَمِنْ لَازِمه أَنَّهُ يَسْتَلِذّ بِمَا يَسْتَلِذّ بِهِ الْحَيّ اِنْتَهَى . وَقَدْ أَخْرَجَ اِبْن أَبِي شَيْبَة عَنْ اِبْن مَسْعُود قَالَ " أَذَى الْمُؤْمِن فِي مَوْته كَأَذَاهُ فِي حَيَاته " قَالَهُ فِي الْمِرْقَاة
وَقَالَ الْمُنْذِرِيُّ : وَالْحَدِيث أَخْرَجَهُ اِبْن مَاجَهْ .@
الصفحة 24