كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 9)
الصَّوَاب هُوَ ذُو قَرَابَتِي وَهُمَا ذَوَا قَرَابَتِي وَهُمْ ذَوُو قَرَابَتِي ، وَرَدَّ الْخَفَاجِيّ كَلَامه فِي شَرْح الدُّرَّة .
وَالْقَرِيب بِمَعْنَى الْقَرَابَة . قَالَ الْفَرَّاء إِذَا كَانَ الْقَرِيب فِي الْمَسَافَة يُذَكَّر وَيُؤَنَّث وَإِذَا كَانَ فِي مَعْنَى النَّسَب يُؤَنَّث بِلَا اِخْتِلَاف بَيْنهمْ ، تَقُول هَذِهِ الْمَرْأَة قَرِيبَتِي أَيْ ذَات قَرَابَتِي
( مُشْرِك )
: أَيْ هَذَا بَاب فِي بَيَان أَنَّ الرَّجُل يَكُون لَهُ قَرَابَة مُشْرِك فَيَمُوت الْمُشْرِك فَمَاذَا يَصْنَع الرَّجُل الْمُسْلِم بِالْقَرَابَةِ مَعَ الْمُشْرِك .
2799 -
قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ :
( إِنَّ عَمّك )
: يَعْنِي أَبَاهُ أَبَا طَالِب
( قَالَ )
: النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
( ثُمَّ لَا تُحْدِثَنَّ )
: مِنْ الْإِحْدَاث أَيْ لَا تَفْعَلَنَّ
( فَوَارَيْته )
: أَيْ أَبَا طَالِب
( وَجِئْته )
: أَيْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
( فَأَمَرَنِي )
: النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالِاغْتِسَالِ . قَالَ فِي فَتْح الْوَدُود يُحْتَمَل أَنْ يُخَصّ ذَلِكَ بِالْكَافِرِ اِنْتَهَى . قَالَ الْعَبْد الضَّعِيف أَبُو الطَّيِّب عُفِيَ عَنْهُ . وَالْحَدِيث فِيهِ دَلِيل عَلَى أَنَّ أَبَا طَالِب مَاتَ عَلَى غَيْر مِلَّة الْإِسْلَام وَفِي هَذَا نُصُوص صَرِيحَة رَوَاهَا مُسْلِم فِي صَحِيحه وَغَيْره ، وَهَذَا الْقَوْل هُوَ الْحَقّ الصَّوَاب وَلَا يُلْتَفَت إِلَى قَوْل مَنْ ذَهَبَ إِلَى إِثْبَات إِسْلَامه فَهُوَ غَلَط مَرْدُود مُخَالِف لِلْأَحَادِيثِ الصَّحِيحَة وَاَللَّه أَعْلَم .
قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : وَالْحَدِيث أَخْرَجَهُ النَّسَائِيُّ .@
الصفحة 32