كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 9)

3051 -
قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ :
( بِسَقَبِهِ )
: بِفَتْحِ السِّين وَالْقَاف وَبَعْدهَا مُوَحَّدَة ، وَقَدْ يُقَال بِالصَّادِ بَدَل السِّين ، وَيَجُوز فَتْح . الْقَاف وَإِسْكَانهَا وَهُوَ الْقُرْب وَالْمُجَاوَرَة . وَقَدْ اِسْتَدَلَّ بِهَذَا الْحَدِيث الْقَائِلُونَ بِثُبُوتِ شُفْعَة الْجَار . قَالَ الْخَطَّابِيُّ : لَيْسَ فِي الْحَدِيث ذِكْر الشُّفْعَة فَيُحْتَمَل أَنْ يَكُون أَرَادَ الشُّفْعَة وَقَدْ يُحْتَمَل أَنْ يَكُون أَرَادَ أَنَّهُ أَحَقّ بِالْبِرِّ وَالْمَعُونَة وَمَا فِي مَعْنَاهُمَا ، وَقَدْ يُحْتَمَل أَنْ يَكُون الْمُرَاد بِالْجَارِ الشَّرِيك لِأَنَّ اِسْم الْجَار قَدْ يَقَع عَلَى الشَّرِيك فَإِنَّهُ قَدْ يُجَاوِر شَرِيكه وَيُسَاكِنهُ فِي الدَّار الْمُشْتَرَكَة بَيْنهمَا ، كَالْمَرْأَةِ تُسَمَّى جَارَة لِهَذَا الْمَعْنَى . قَالَ الْأَعْشَى : أَجَارَتنَا بِينِي فَإِنَّك طَالِقه كَذَاك أُمُور النَّاس غَادٍ وَطَارِقه قَالَ وَقَدْ تَكَلَّمَ أَصْحَاب الْحَدِيث فِي إِسْنَاد هَذَا الْحَدِيث وَاضْطَرَبَتْ الرِّوَايَة فِيهِ ، فَقَالَ بَعْضهمْ عَنْ عَمْرو بْن الشَّرِيد عَنْ أَبِي رَافِع ، وَقَالَ بَعْضهمْ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي رَافِع ، وَأَرْسَلَهُ بَعْضهمْ ، وَقَالَ فِيهِ قَتَادَة عَنْ عَمْرو بْن شُعَيْب عَنْ الشَّرِيد وَالْأَحَادِيث الَّتِي جَاءَتْ فِي أَنْ لَا شُفْعَة إِلَّا لِلشَّرِيكِ أَسَانِيدهَا جِيَاد لَيْسَ فِي شَيْء مِنْهَا اِضْطِرَاب اِنْتَهَى .
قُلْت : هَذَا الْحَدِيث عِنْد أَحْمَد وَالنَّسَائِيّ بِلَفْظِ " قَالَ قُلْت يَا رَسُول اللَّه أَرْض لَيْسَ لِأَحَدٍ فِيهَا شِرْك وَلَا قَسْم إِلَّا الْجِوَار فَقَالَ الْجَار أَحَقّ بِسَقَبِهِ مَا كَانَ " فَبَطَلَ اِحْتِمَال كَوْن الْمُرَاد أَنَّهُ أَحَقّ بِالْبِرِّ وَالْمَعُونَة كَمَا لَا يَخْفَى قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : وَأَخْرَجَهُ الْبُخَارِيّ وَالنَّسَائِيّ وَابْن مَاجَهْ .@

الصفحة 369