كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 9)

الْآلَات وَالْمَتَاع وَالنُّذُور الَّتِي تُسَاق إِلَيْهَا يُضَاهَى بِهَا الْهَدَايَا الَّتِي تُسَاق إِلَى الْبَيْت لِلْإِمَامِ أَخَذَهَا كُلّهَا وَصَرَفَهَا فِي مَصَالِح الْمُسْلِمِينَ كَمَا أَخَذَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمْوَال بُيُوت هَذِهِ الطَّوَاغِيت وَصَرَفَهَا فِي مَصَالِح الْإِسْلَام ، وَكَانَ يُفْعَل عِنْدهَا مَا يُفْعَل عِنْد هَذِهِ الْمَشَاهِد سَوَاء مِنْ النُّذُور لَهَا وَالتَّبَرُّك بِهَا وَتَقْبِيلهَا وَاسْتِلَامهَا ، هَذَا كَانَ شِرْك الْقَوْم بِهَا وَلَمْ يَكُونُوا يَعْتَقِدُونَ أَنَّهَا خَلَقَتْ السَّمَوَات وَالْأَرْض ، بَلْ كَانَ شِرْكهمْ بِهَا كَشِرْكِ أَهْل الشِّرْك مِنْ أَرْبَاب الْمَشَاهِد بِعَيْنِهِ اِنْتَهَى .
( وَلَا تِمْثَالًا )
: أَيْ صُورَة ذِي رُوح
( إِلَّا طَمَسْته )
: أَيْ مَحَوْته وَأَبْطَلْته . فِيهِ الْأَمْر بِتَغْيِيرِ صُوَر ذَوَات الْأَرْوَاح .
قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : وَالْحَدِيث أَخْرَجَهُ مُسْلِم وَالتِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيُّ .
2802 -
قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ :
( أَنَّ أَبَا عَلِيّ الْهَمْدَانِيَّ )
: هُوَ ثُمَامَة بْن شُفَيّ كَمَا فِي رِوَايَة مُسْلِم وَالنَّسَائِيِّ وَهُوَ مِنْ تَابِعِي أَهْل مِصْر قَالَهُ الْمُنْذِرِيُّ
( بِرُودِسَ )
: قَالَ النُّورِيّ : هُوَ بِرَاءٍ مَضْمُومَة ثُمَّ وَاو سَاكِنَة ثُمَّ دَال مُهْمَلَة مَكْسُورَة ثُمَّ سِين مُهْمَلَة هَكَذَا ضَبَطْنَاهُ فِي صَحِيح مُسْلِم وَكَذَا نَقَلَهُ الْقَاضِي عِيَاض فِي الْمَشَارِق عَنْ الْأَكْثَرِينَ ، وَنَقَلَ عَنْ بَعْضهمْ بِفَتْحِ الرَّاء ، وَعَنْ بَعْضهمْ بِفَتْحِ الدَّال ، وَعَنْ بَعْضهمْ بِالشِّينِ الْمُعْجَمَة ، وَفِي رِوَايَة أَبِي دَاوُدَ فِي السُّنَن بِذَالِ مُعْجَمَة وَسِين مُهْمَلَة ، وَقَالَ هِيَ جَزِيرَة بِأَرْضِ الرُّوم اِنْتَهَى . وَقَالَ الْمُنْذِرِيُّ : وَالْمَشْهُور أَنَّهُ بِضَمِّ الْمُهْمَلَة وَسُكُون الْوَاو وَبَعْدهَا دَال @

الصفحة 37