كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 9)

3052 -
قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ :
( جَار الدَّار أَحَقّ إِلَخْ )
: قَالَ الْخَطَّابِيّ : وَهَذَا أَيْضًا قَدْ يُحْتَمَل أَنْ يَتَنَاوَل عَلَى الْجَار الْمُشَارِك دُون الْمُقَاسِم كَمَا قُلْنَا فِي الْحَدِيث الْأَوَّل ، وَقَدْ تَكَلَّمُوا فِي إِسْنَاده . قَالَ يَحْيَى بْن مَعِين : لَمْ يَسْمَع الْحَسَن مِنْ سَمُرَة وَإِنَّمَا هُوَ صَحِيفَة وَقَعَتْ إِلَيْهِ أَوْ كَمَا قَالَ ، وَقَالَ غَيْره : سَمِعَ الْحَسَن مِنْ سَمُرَة حَدِيث الْعَقِيقَة اِنْتَهَى . قَالَ الْمُنْذِرِيّ : وَأَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ ، وَقَالَ التِّرْمِذِيّ حَسَن صَحِيح هَذَا آخِر كَلَامه . وَقَدْ تَقَدَّمَ اِخْتِلَاف الْأَئِمَّة فِي سَمَاع الْحَسَن عَنْ سَمُرَة وَالْأَكْثَر عَلَى أَنَّهُ لَمْ يُسْمَع مِنْهُ إِلَّا حَدِيث الْعَقِيقَة .
3053 -
قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ :
( يُنْتَظَر )
: عَلَى الْبِنَاء لِلْمَفْعُولِ
( بِهَا )
: أَيْ بِالشُّفْعَةِ . قَالَ اِبْن رَسْلَان : يُحْتَمَل اِنْتِظَار الصَّبِيّ بِالشُّفْعَةِ حَتَّى يَبْلُغ . وَقَدْ أَخْرَجَ الطَّبَرَانِيّ فِي الصَّغِير وَالْأَوْسَط عَنْ جَابِر أَيْضًا قَالَ : قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " الصَّبِيّ عَلَى شُفْعَته حَتَّى يُدْرِك فَإِذَا أَدْرَكَ فَإِنْ شَاءَ أَخَذَ وَإِنْ شَاءَ تَرَكَ " وَفِي إِسْنَاده عَبْد اللَّه بْن بَزِيع قَالَهُ فِي النَّيْل وَإِنْ كَانَ غَائِبًا فِيهِ دَلِيل عَلَى أَنَّ شُفْعَة الْغَائِب لَا تَبْطُل وَإِنْ تَرَاخَى
( إِذَا كَانَ طَرِيقهمَا وَاحِدًا )
: قَالَ فِي النَّيْل : فِيهِ دَلِيل عَلَى أَنَّ الْجَوَاز بِمُجَرَّدِهِ لَا تَثْبُت بِهِ الشُّفْعَة بَلْ لَا بُدّ مَعَهُ مِنْ اِتِّحَاد الطَّرِيق ، وَيُؤَيِّد هَذَا الِاعْتِبَار قَوْله " فَإِذَا وَقَعَتْ الْحُدُود وَصُرِفَتْ الطُّرُق فَلَا شُفْعَة " اِنْتَهَى . وَقَدْ حَمَلَ صَاحِب النَّيْل حَدِيث " الْجَار أَحَقّ بِسَقَبِهِ " وَمَا فِي مَعْنَاهُ مِنْ الْأَحَادِيث الَّتِي تَدُلّ عَلَى@

الصفحة 370