كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 9)
مَسِيل وَاسِع فِيهِ دُقَاق الْحَصَى وَالْمُرَاد بِهَا هُنَا الْحَصَى لِإِضَافَتِهَا إِلَى الْعَرْصَة
( الْحَمْرَاء )
: صِفَة لِلْبَطْحَاءِ أَوْ الْعَرْصَة .
قَالَ الطِّيبِيُّ أَيْ كَشَفَتْ لِي عَنْ ثَلَاثَة قُبُور لَا مُرْتَفِعَة وَلَا مُنْخَفِضَة لَاصِقَة بِالْأَرْضِ مَبْسُوطَة مُسَوَّاة ، وَالْبَطْح أَنْ يُجْعَل مَا اِرْتَفَعَ مِنْ الْأَرْض مُسَطَّحًا حَتَّى يُسَوَّى وَيَذْهَب التَّفَاوُت كَذَا فِي الْمِرْقَاة . قَالَ السَّيِّد جَمَال الدِّين : وَالْأَوْلَى أَنْ يُقَال مَعْنَاهُ أُلْقِيَ فِيهَا بَطْحَاء الْعَرْصَة الْحَمْرَاء اِنْتَهَى . وَأَخْرَجَ أَبُو بَكْر النَّجَّاد مِنْ طَرِيق جَعْفَر بْن مُحَمَّد عَنْ أَبِيهِ أَنَّ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رُفِعَ قَبْره مِنْ الْأَرْض شِبْرًا وَطُيِّنَ بِطِينٍ أَحْمَر مِنْ الْعَرْصَة اِنْتَهَى .
وَأَخْرَجَ الْحَاكِم مِنْ هَذَا الْوَجْه وَزَادَ " وَرَأَيْت قَبْر رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُقَدَّمًا وَأَبُو بَكْر رَأْسه بَيْن كَتِفَيْ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعُمَر رَأْسه عِنْد رِجْل رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "
وَفِي الْبَاب عَنْ صَالِح بْن أَبِي صَالِح عِنْد أَبِي دَاوُدَ فِي الْمَرَاسِيل قَالَ " رَأَيْت قَبْر النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شِبْرًا أَوْ نَحْو شِبْر وَعَنْ عَيْثَم بْن بِسْطَام الْمَدِينِيّ عِنْد أَبِي بَكْر الْآجُرِّيّ فِي كِتَاب صِفَة قَبْر النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ " رَأَيْت قَبْره صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي إِمَارَة عُمَر بْن عَبْد الْعَزِيز فَرَأَيْته مُرْتَفِعًا نَحْوًا مِنْ أَرْبَع أَصَابِع ، وَرَأَيْت قَبْر أَبِي بَكْر وَرَاء قَبْره ، وَرَأَيْت قَبْر عُمَر وَرَاء أَبِي بَكْر أَسْفَل مِنْهُ " .
وَأَخْرَجَ الْبُخَارِيّ فِي صَحِيحه عَنْ سُفْيَان التَّمَّار " أَنَّهُ رَأَى قَبْر النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُسَنَّمًا " اِنْتَهَى أَيْ مُرْتَفِعًا . قَالَ فِي الْقَامُوس : التَّسْنِيم ضِدّ التَّسْطِيح وَقَالَ سَطَحَهُ كَمَنَعَهُ بَسَطَه . وَقَدْ اِخْتَلَفَ أَهْل الْعِلْم فِي الْأَفْضَل مِنْ التَّسْنِيم وَالتَّسْطِيح بَعْد الِاتِّفَاق عَلَى جَوَاز الْكُلّ فَذَهَبَ الشَّافِعِيّ وَبَعْض أَصْحَابه إِلَى أَنَّ التَّسْطِيح@
الصفحة 39