كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 9)

لِلْأَدْنَى ، وَوَجْه الدَّلَالَة مِنْهُ مُوَاظَبَته وَبِهِ قَالَ الشَّافِعِيّ فِي الْقَدِيم ، وَيُجَابُ بِأَنَّ مُجَرَّد الْفِعْل لَا يَدُلّ عَلَى الْوُجُوب وَلَوْ وَقَعَتْ الْمُوَاظَبَة كَمَا تَقَرَّرَ فِي الْأُصُول . وَذَهَبَتْ الْحَنَفِيَّة وَالشَّافِعِيّ فِي الْجَدِيد أَنَّ الْهِبَة لِلثَّوَابِ بَاطِلَة لَا تَنْعَقِد لِأَنَّهَا بَيْع مَجْهُول ، وَلِأَنَّ مَوْضِع الْهِبَة التَّبَرُّع . كَذَا فِي النَّيْل .
قَالَ الْمُنْذِرِيّ : وَأَخْرَجَهُ الْبُخَارِيّ وَالتِّرْمِذِيّ ، وَذَكَرَ الْبُخَارِيّ أَنَّ وَكِيعًا وَمُحَاضِرًا أَرْسَلَاهُ ، وَقَالَ التِّرْمِذِيّ : لَا نَعْرِفهُ مَرْفُوعًا إِلَّا مِنْ حَدِيث عِيسَى بْن يُونُس .
3070 -
قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ :
( وَاَيْم اللَّه )
: لَفْظ قَسَم ذُو لُغَات وَهَمْزَتهَا وَصْل وَقَدْ تُقْطَع تُفْتَح وَتُكْسَر كَذَا فِي الْمَجْمَع
( إِلَّا أَنْ يَكُون )
: أَيْ الْمُهْدِي
( مُهَاجِرِيًّا )
: أَيْ مَنْسُوبًا إِلَى قَوْم مُسَمَّى بِالْمُهَاجِرِينَ ، وَالْأَظْهَر أَنَّ الْمُرَاد بِهِ وَاحِد مِنْهُمْ
( قُرَشِيًّا )
: نِسْبَة إِلَى قُرَيْش بِحَذْفِ الزَّائِد
( أَوْ أَنْصَارِيًّا )
: أَيْ وَاحِدًا مِنْ الْأَنْصَار
( أَوْ دَوْسِيًّا )
: بِفَتْحِ الدَّال الْمُهْمَلَة وَسُكُون الْوَاو نِسْبَة إِلَى دَوْس بَطْن مِنْ الْأَزْد
( أَوْ ثَقَفِيًّا )
: بِفَتْحِ الْمُثَلَّثَة وَالْقَاف نِسْبَة إِلَى ثَقِيف قَبِيلَة مَشْهُورَة . وَسَبَب هَمّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِذَلِكَ عَلَى مَا أَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيّ فِي آخِر كِتَاب الْمَنَاقِب مِنْ حَدِيث أَيُّوب عَنْ سَعِيد الْمَقْبُرِيِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَة " أَنَّ أَعْرَابِيًّا أَهْدَى لِرَسُولِ اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَكْرَة فَعَوَّضَهُ مِنْهَا سِتّ بَكَرَات فَتَسَخَّطَهَا ، فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَحَمِدَ اللَّه وَأَثْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ إِنَّ فُلَانًا أَهْدَى إِلَيَّ نَاقَة فَعَوَّضْته مِنْهَا سِتّ بَكَرَات فَظَلَّ@

الصفحة 394