كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 9)

بْن رَبِيعَة وَابْن عَبَّاس وَزَيْد بْن ثَابِت وَالْخَمْسَة فِي صَلَاته عَلَى الْمِسْكِينَة ، وَسَعْد بْن عُبَادَةَ فِي صَلَاة الْمُصْطَفَى عَلَى أُمّ سَعْد بَعْد دَفْنهَا بِشَهْرٍ ، وَحَدِيث الْحُصَيْن بْن وَحْوَحَ فِي صَلَاته صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى قَبْر طَلْحَة بْن الْبَرَاء ثُمَّ رَفَعَ يَدَيْهِ وَقَالَ : " اللَّهُمَّ اِلْقَ طَلْحَة يَضْحَك إِلَيْك وَتَضْحَك إِلَيْهِ " وَحَدِيث أَبِي أُمَامَةَ بْن ثَعْلَبَة أَنَّهُ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجَعَ مِنْ بَدْر وَقَدْ تُوُفِّيَتْ أُمّ أَبِي أُمَامَةَ فَصَلَّى عَلَيْهَا ، وَحَدِيث أَنَس أَنَّهُ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى عَلَى اِمْرَأَة بَعْدَمَا دُفِنَتْ وَهُوَ مُحْتَمِل لِلْمِسْكِينَةِ وَغَيْرهَا ، وَكَذَا وَرَدَ مِنْ حَدِيث بُرَيْدَةَ عِنْد الْبَيْهَقِيِّ بِإِسْنَادٍ حَسَن وَهُوَ فِي الْمِسْكِينَة فِي عَشَرَة أَوْجُه . كَذَا فِي شَرْح الْمُوَطَّأ لِلزُّرْقَانِيّ . فَالصَّلَاة عَلَى قَبْر ذَلِكَ الْمَيِّت لِمَنْ لَمْ يُصَلِّ عَلَيْهِ ثَابِت بِالسُّنَّةِ الْمُطَهَّرَة ، سَوَاء صُلِّيَ عَلَى ذَلِكَ الْمَيِّت قَبْله أَمْ لَا ، وَهَذَا هُوَ مَذْهَب جَمَاعَة مِنْ الصَّحَابَة وَالتَّابِعِينَ .
قَالَ فِي زَاد الْمَعَاد : وَكَانَ مِنْ هَدْيه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا فَاتَتْهُ الصَّلَاة عَلَى الْجَنَازَة صَلَّى عَلَى الْقَبْر ، فَصَلَّى عَلَى قَبْر بَعْد لَيْلَة ، وَمَرَّة بَعْد ثَلَاث ، وَمَرَّة بَعْد شَهْر ، وَلَمْ يُوَقِّت فِي ذَلِكَ وَقْتًا . وَحَدَّ أَحْمَد بْن حَنْبَل الصَّلَاة عَلَى الْقَبْر بِشَهْرٍ إِذْ هُوَ أَكْثَر مَا رُوِيَ عَنْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ صَلَّى بَعْده . وَحَدَّ الشَّافِعِيّ بِمَا إِذَا لَمْ يَبْلَ الْمَيِّت اِنْتَهَى . وَتَأَوَّلَ بَعْضهمْ بِأَنَّ هَذَا مَخْصُوص بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَهَذَا بَاطِل ، فَإِنَّ فِي رِوَايَة الْبُخَارِيّ مِنْ طَرِيق عَامِر عَنْ اِبْن عَبَّاس " أَنَّ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّ بِقَبْرٍ دُفِنَ لَيْلًا وَفِيهِ : فَصَفَفْنَا خَلْفه قَالَ اِبْن عَبَّاس وَأَنَا فِيهِمْ فَصَلَّى عَلَيْهِ " وَفِي الْمُوَطَّأ " فَخَرَجَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى صَفَّ بِالنَّاسِ عَلَى قَبْرهَا وَكَبَّرَ أَرْبَع تَكْبِيرَات " .

2788 -
قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ :
( كَانَ يَقُمّ )
: بِضَمِّ الْقَاف وَتَشْدِيد الْمِيم . قَالَ الْخَطَّابِيُّ : مَعْنَاهُ يَكْنُس وَالْقُمَامَة الْكُنَاسَة
( فَقَالَ )
: النَّبِيّ@

الصفحة 4