كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 9)

أَفْضَل وَاسْتَدَلُّوا بِرِوَايَةِ الْقَاسِم بْن مُحَمَّد وَمَا وَافَقَهَا ، قَالُوا وَقَوْل سُفْيَان التَّمَّار لَا حُجَّة فِيهِ كَمَا قَالَ الْبَيْهَقِيُّ لِاحْتِمَالِ أَنَّ قَبْره صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يَكُنْ فِي الْأَوَّل مُسَنَّمًا بَلْ كَانَ فِي أَوَّل الْأَمْر مُسَطَّحًا ثُمَّ لَمَّا بُنِيَ جِدَار الْقَبْر فِي إِمَارَة عُمَر بْن عَبْد الْعَزِيز عَلَى الْمَدِينَة مِنْ قِبَل الْوَلِيد بْن عَبْد الْمَلِك صَيَّرُوهَا مُرْتَفِعَة وَبِهَذَا يُجْمَع بَيْن الرِّوَايَات ، وَيُرَجِّح التَّسْطِيح أَمْره صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلِيًّا أَنْ لَا يَدَع قَبْرًا مُشْرِفًا إِلَّا سَوَّاهُ .
وَذَهَبَ أَبُو حَنِيفَة وَمَالِك وَأَحْمَد وَالْمُزَنِيّ وَكَثِير مِنْ الشَّافِعِيَّة وَادَّعَى الْقَاضِي حُسَيْن اِتِّفَاق أَصْحَاب الشَّافِعِيّ عَلَيْهِ وَنَقَلَهُ الْقَاضِي عِيَاض عَنْ أَكْثَر الْعُلَمَاء أَنَّ التَّسْنِيم أَفْضَل وَتَمَسَّكُوا بِقَوْلِ سُفْيَان التَّمَّار .
قَالَ الشَّوْكَانِيُّ : وَالْأَرْجَح أَنَّ الْأَفْضَل التَّسْطِيح وَاَللَّه أَعْلَم .
وَحَدِيث الْقَاسِم سَكَتَ عَنْهُ الْمُنْذِرِيُّ
( قَالَ أَبُو عَلِيّ )
: هُوَ اللُّؤْلُئِيّ رَاوِي السُّنَن
( عِنْد رَأْسه )
: أَيْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
( عِنْد رِجْلَيْهِ )
: أَيْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
( رَأْسه )
: أَيْ عُمَر وَهَذِهِ صِفَة الْقُبُور الثَّلَاثَة وُجِدَتْ فِي بَعْض النُّسَخ الصَّحِيحَة وَاَللَّه أَعْلَم .
2804 -
قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ :
( وَقَفَ عَلَيْهِ )
: أَيْ عَلَى الْمَيِّت
( فَقَالَ )
: النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ@

الصفحة 40