كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 9)

( وَاسْأَلُوا لَهُ )
: أَيْ لِلْمَيِّتِ
( بِالتَّثْبِيتِ )
: أَيْ أَنْ يُثَبِّتهُ اللَّه فِي الْجَوَاب
( فَإِنَّهُ )
: الْمَيِّت فِي الْحَدِيث مَشْرُوعِيَّة الِاسْتِغْفَار لِلْمَيِّتِ عِنْد الْفَرَاغ مِنْ دَفْنه وَسُؤَال لِلتَّثْبِيتِ لَهُ لِأَنَّهُ يُسْأَل فِي تِلْكَ الْحَال . وَفِيهِ دَلِيل عَلَى ثُبُوت حَيَاة الْقَبْر ، وَقَدْ وَرَدَتْ بِذَلِكَ أَيْضًا أَحَادِيث صَحِيحَة فِي الصَّحِيحَيْنِ وَغَيْرهمَا .
وَالْحَدِيث سَكَتَ عَنْهُ الْمُنْذِرِيُّ .
2805 -
قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ :
( لَا عَقْر فِي الْإِسْلَام )
: قَالَ الْخَطَّابِيُّ : كَانَ أَهْل الْجَاهِلِيَّة يَعْقِرُونَ الْإِبِل عَلَى قَبْر الرَّجُل الْجَوَاد يَقُولُونَ نُجَازِيه عَلَى فِعْله لِأَنَّهُ كَانَ يَعْقِرهَا فِي حَيَاته فَيُطْعِمهَا الْأَضْيَاف فَنَعْقِرهَا عِنْد قَبْره فَتَأْكُلهَا السِّبَاع وَالطَّيْر فَتَكُون مَطْعَمًا بَعْد مَمَاته كَمَا كَانَتْ مَطْعَمًا فِي حَيَاته ، وَمِنْهُمْ مَنْ كَانَ يَذْهَب فِي ذَلِكَ إِلَى أَنَّهُ إِذَا عُقِرَتْ رَاحِلَته حُشِرَ يَوْم الْقِيَامَة رَاكِبًا ، وَمَنْ لَمْ يُعْقَر عَنْهُ حُشِرَ رَاجِلًا ، وَكَانَ هَذَا عَلَى مَذْهَب مَنْ يَرَى مِنْهُمْ الْبَعْث بَعْد الْمَوْت اِنْتَهَى .@

الصفحة 41