كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 9)

قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ :
عَلَى وَزْن الْعُمْرَى ، وَهِيَ أَنْ يَقُول وَهَبْت لَك دَارِي ، فَإِنْ مُتّ قَبْلِي رَجَعَتْ إِلَيَّ وَإِنْ مُتّ قَبْلَك فَهِيَ لَك ، فُعْلَى مِنْ الْمُرَاقَبَة لِأَنَّ كُلًّا مِنْهُمَا يَرْقُب مَوْتَ صَاحِبه . كَذَا فِي تَلْخِيص النِّهَايَة لِلسُّيُوطِيّ . وَفِي النِّهَايَةِ : هُوَ أَنْ يَقُولَ الرَّجُل لِلرَّجُلِ قَدْ وَهَبْت لَك هَذِهِ الدَّارَ ، فَإِنْ مُتّ قَبْلِي رَجَعَتْ إِلَيَّ وَإِنْ مُتّ قَبْلَك فَهِيَ لَك ، وَهِيَ فُعْلَى مِنْ الْمُرَاقَبَة لِأَنَّ كُلَّ وَاحِد مِنْهُمَا يَرْقُب مَوْت صَاحِبِهِ وَالْفُقَهَاء مُخْتَلِفُونَ فِيهَا ، مِنْهُمْ مَنْ يَجْعَلهَا تَمْلِيكًا وَمِنْهُمْ مَنْ يَجْعَلهَا كَالْعَارِيَةِ اِنْتَهَى .
3088 -
قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ :
الْعُمْرَى جَائِزَة لِأَهْلِهَا
فِيهِ دَلِيلٌ عَلَى أَنَّ الْعُمْرَى وَالرُّقْبَى سَوَاء فِي الْحُكْم ، وَهُوَ قَوْلُ الْجُمْهُور ، وَمَنَعَ الرُّقْبَى مَالِك وَأَبُو حَنِيفَةَ وَمُحَمَّد وَوَافَقَ أَبُو يُوسُف الْجُمْهُور ، وَقَدْ رَوَى النَّسَائِيُّ بِإِسْنَادٍ صَحِيح عَنْ اِبْن عَبَّاس مَوْقُوفًا " الْعُمْرَى وَالرُّقْبَى سَوَاء كَذَا فِي الْفَتْح " .
وَقَالَ الْخَطَّابِيُّ قَالَ أَبُو حَنِيفَة : الْعُمْرَى مَوْرُوثَة وَالرُّقْبَى عَارِيَةٌ . وَعِنْد الشَّافِعِيّ : الرُّقْبَى مَوْرُوثَة كَالْعُمْرَى وَهُوَ حُكْم ظَاهِر الْحَدِيث اِنْتَهَى . قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : وَأَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيُّ وَالنَّسَائِيُّ وَابْنُ مَاجَهْ ، وَقَالَ التِّرْمِذِيُّ : حَسَن وَذَكَرَ أَنَّ بَعْضَهُمْ رَوَاهُ مَوْقُوفًا .@

الصفحة 414