كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 9)
عَلَى التَّضْمِين وَلَا دَلَالَة فِيهِ صَرِيحًا فَإِنَّ الْيَد الْأَمِينَةَ أَيْضًا عَلَيْهَا مَا أَخَذَتْ حَتَّى تُؤَدِّيَ اِنْتَهَى .
قُلْت : فَعَلَى هَذَا لَمْ يَنْسَ الْحَسَن كَمَا زَعَمَ قَتَادَة حِين قَالَ هُوَ أَمِينك إِلَخْ وَاَللَّه تَعَالَى أَعْلَمُ وَعِلْمه أَتَمُّ .
قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : وَأَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيُّ وَابْن مَاجَهْ ، وَقَالَ التِّرْمِذِيّ حَسَن وَهَذَا يَدُلّ عَلَى أَنَّ التِّرْمِذِيّ يُصَحِّح سَمَاع الْحَسَن مِنْ سَمُرَة وَفِيهِ خِلَاف تَقَدَّمَ ، وَلَيْسَ فِي حَدِيث اِبْن مَاجَهْ قِصَّةُ الْحَسَنِ .
3092 -
قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ :
( عَنْ أَبِيهِ )
: أَيْ صَفْوَان وَهُوَ قُرَشِيّ مِنْ أَشْرَاف قُرَيْش هَرَبَ يَوْم الْفَتْح ، فَاسْتَأْمَنَ لَهُ مُعَاذٌ وَحَضَرَ مَعَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حُنَيْنًا وَالطَّائِفَ كَافِرًا ثُمَّ أَسْلَمَ وَحَسُنَ إِسْلَامه كَذَا فِي السُّبُل
( مِنْهُ )
: أَيْ مِنْ صَفْوَان
( أَدْرُعًا )
: جَمْع دِرْع
( أَغَصْبٌ )
: أَيْ أَهُوَ غَصْب
( بَلْ عَارِيَة مَضْمُونَة )
: مَنْ اِسْتَدَلَّ بِهِ عَلَى أَنَّ الْعَارِيَةَ مَضْمُونَة جَعَلَ لَفْظ مَضْمُونَة صِفَةً كَاشِفَةً لِحَقِيقَةِ الْعَارِيَة أَيْ أَنَّ شَأْنَ الْعَارِيَة الضَّمَانُ وَمَنْ قَالَ إِنَّ الْعَارِيَة غَيْر مَضْمُونَة جَعَلَ لَفْظ مَضْمُونَة صِفَةً مُخَصِّصَةً أَيْ أَسْتَعِيرهَا مِنْك عَارِيَة مُتَّصِفَة بِأَنَّهَا مَضْمُونَة لَا عَارِيَة مُطْلَقَة عَنْ الضَّمَان ، كَذَا فِي النَّيْل . قَالَ الْقَاضِي : هَذَا الْحَدِيثُ دَلِيلٌ عَلَى أَنَّ الْعَارِيَة مَضْمُونَة عَلَى الْمُسْتَعِير ، فَلَوْ تَلِفَتْ فِي يَده لَزِمَهُ الضَّمَان ، وَبِهِ قَالَ اِبْن عَبَّاس وَأَبُو هُرَيْرَة رَضِيَ اللَّه عَنْهُمَا ، وَإِلَيْهِ ذَهَبَ عَطَاء وَالشَّافِعِيّ وَأَحْمَدُ ، وَذَهَبَ شُرَيْح وَالْحَسَن وَالنَّخَعِيّ وَأَبُو حَنِيفَة وَالثَّوْرِيّ رَضِيَ اللَّه عَنْهُمْ إِلَى أَنَّهَا أَمَانَة فِي يَده لَا تُضْمَن إِلَّا بِالتَّعَدِّي ، وَرُوِيَ @
الصفحة 418