كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 9)

قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ :
بِالْمَدِّ الْوِلَايَة الْمَعْرُوفَة ، وَهُوَ فِي اللُّغَة مُشْتَرَك بَيْنَ إِحْكَامِ الشَّيْءِ وَالْفَرَاغِ مِنْهُ ، وَمِنْهُ { فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ } بِمَعْنَى إِمْضَاء الْأَمْر ، وَمِنْهُ { وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ } وَبِمَعْنَى الْحَتْمِ وَالْإِلْزَامِ ، وَمِنْهُ { وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ } : وَفِي الشَّرْع إِلْزَام ذِي الْوِلَايَة بَعْد التَّرَافُع ، وَقِيلَ هُوَ الْإِكْرَاه بِحُكْمِ الشَّرْع فِي الْوَقَائِع الْخَاصَّة لِمُعَيَّنٍ أَوْ جِهَة ، وَالْمُرَاد بِالْجِهَةِ كَالْحُكْمِ لِبَيْتِ الْمَال وَعَلَيْهِ . كَذَا فِي السُّبُل . وَقَالَ الشِّرْبِينِيّ فِي الْإِقْنَاع : الْقَضَاء بِالْمَدِّ كَقَبَاء وَهُوَ لُغَةً إِمْضَاءُ الشَّيْء وَإِحْكَامه ، وَشَرْعًا فَصْل الْخُصُومَة بَيْن خَصْمَيْنِ فَأَكْثَرَ بِحُكْمِ اللَّه تَعَالَى اِنْتَهَى . وَقَالَ الْعَيْنِيّ فِي رَمْز الْحَقَائِق : هُوَ فِي اللُّغَة الْإِتْقَان وَالْإِحْكَام ، وَفِي الشَّرْع هُوَ فَصْل الْخُصُومَات . قَالَهُ الشَّارِح وَالْأَوْلَى أَنْ يُقَال هُوَ قَوْل مُلْزِم يَصْدُر عَنْ وِلَايَة عَامَّة اِنْتَهَى .
3100 -
قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ :
( مَنْ وُلِّيَ الْقَضَاءَ )
: عَلَى بِنَاء الْفَاعِل بِالتَّخْفِيفِ أَيْ تَصَدَّى لِلْقَضَاءِ وَتَوَلَّاهُ @

الصفحة 427