كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 9)

وَلَوْ ذُبِحَ بِالسِّكِّينِ لَكَانَ عَلَيْهِ أَشَقَّ وَلَا يَخْفَى فَسَاده اِنْتَهَى . وَفِي السُّبُل : دَلَّ الْحَدِيث عَلَى التَّحْذِير مِنْ وِلَايَة الْقَضَاء وَالدُّخُول فِيهِ كَأَنَّهُ يَقُول مَنْ تَوَلَّى الْقَضَاء فَقَدْ تَعَرَّضَ لِذَبْحِ نَفْسه فَلْيَحْذَرْهُ وَلْيَتَوَقَّهُ ، فَإِنَّهُ إِنْ حَكَمَ بِغَيْرِ الْحَقّ مَعَ عِلْمه بِهِ أَوْ جَهْله لَهُ فَهُوَ فِي النَّار .
وَالْمُرَاد مِنْ ذَبْح نَفْسه إِهْلَاكُهَا أَيْ فَقَدْ أَهْلَكَهَا بِتَوْلِيَةِ الْقَضَاء ، وَإِنَّمَا قَالَ بِغَيْرِ سِكِّين لِلْإِعْلَامِ بِأَنَّهُ لَمْ يُرَدْ بِالذَّبْحِ قَطْع الْأَوْدَاج الَّذِي يَكُون غَالِبًا بِالسِّكِّينِ ، بَلْ أُرِيدَ بِهِ إِهْلَاك النَّفْس بِالْعَذَابِ الْأُخْرَوِيّ اِنْتَهَى .
قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : وَأَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيّ ، وَقَالَ حَسَن غَرِيب مِنْ هَذَا الْوَجْه .
3101 -
قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ :
( مَنْ جُعِلَ قَاضِيًا )
: بِصِيغَةِ الْمَجْهُول أَيْ مَنْ جَعَلَهُ السُّلْطَان قَاضِيًا .
قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : وَأَخْرَجَهُ النَّسَائِيُّ وَابْن مَاجَهْ . مِنْ حَدِيث الْمَقْبُرِيِّ وَحْده . وَأَشَارَ النَّسَائِيُّ إِلَى حَدِيثهمَا . وَفِي إِسْنَاده عُثْمَان بْن مُحَمَّد الْأَخْنَسِيّ . قَالَ النَّسَائِيُّ : عُثْمَان بْن مُحَمَّد الْأَخْنَسِيّ لَيْسَ بِذَاكَ الْقَوِيّ ، وَإِنَّمَا ذَكَرْنَاهُ لِئَلَّا يَخْرُج عُثْمَان مِنْ الْوَسَط وَيُجْعَل مِنْ اِبْن أَبِي ذِئْب عَنْ سَعِيد اِنْتَهَى كَلَام الْمُنْذِرِيِّ .
3102 -
قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ :
( السَّمْتِيّ )
: بِالْفَتْحِ وَالسُّكُون وَفَوْقِيَّة ، كَانَ لَهُ لِحْيَة وَهَيْئَة وَرَأْي ، وَإِنَّمَا سُمِّيَ بِهِ لِسَمْتِهِ وَهَيْئَته وَاَللَّه أَعْلَمُ
( فَجَارَ فِي الْحُكْم )
: أَيْ مَالَ عَنْ الْحَقّ وَظَلَمَ عَالِمًا بِهِ @

الصفحة 429