كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 9)

عَمَلَك )
: أَيْ أَقِلْنِي مِنْهُ
( قَالَ وَمَا ذَلِكَ )
: إِشَارَة إِلَى مَا فِي الذِّهْن أَيْ مَا الَّذِي حَمَلَك عَلَى هَذَا الْقَوْل
( قَالَ سَمِعْتُك تَقُول كَذَا وَكَذَا وَكَذَا )
: أَيْ فِي الْوَعِيد عَلَى الْعَمَل
( وَأَنَا أَقُول ذَلِكَ )
: أَيْ مَا سَبَقَ مِنْ الْقَوْل
( فَمَا أُوتِيَ مِنْهُ )
: أُعْطِيَ مِنْ ذَلِكَ الْعَمَل
( وَمَا نُهِيَ عَنْهُ اِنْتَهَى )
: أَيْ وَمَا مُنِعَ مِنْ أَخْذه اِمْتَنَعَ عَنْهُ ، هُوَ تَأْكِيد لِمَا قَبْله . قَالَ الطِّيبِيُّ : قَوْلُهُ مَنْ اِسْتَعْمَلْنَاهُ إِلَخْ تَكْرِير لِلْمَعْنَى وَمَزِيد لِلْبَيَانِ ، يَعْنِي أَنَا أَقُول ذَلِكَ وَلَا أَرْجِع عَنْهُ ، فَمَنْ اِسْتَطَاعَ أَنْ يَعْمَل فَلْيَعْمَلْ ، وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَلْيَتْرُكْ اِنْتَهَى .
قَالَ فِي النَّيْل : وَالظَّاهِر أَنَّ الْهَدَايَا الَّتِي تُهْدَى لِلْقُضَاةِ وَنَحْوِهِمْ هِيَ مِنْ الرِّشْوَةِ ، لِأَنَّ الْمُهْدِيَ إِذَا لَمْ يَكُنْ مُعْتَادًا لِلْإِهْدَاءِ إِلَى الْقَاضِي قَبْل وِلَايَته لَا يُهْدِي إِلَيْهِ إِلَّا لِغَرَضٍ ، وَهُوَ إِمَّا التَّقَوِّي بِهِ عَلَى بَاطِله ، أَوْ التَّوَصُّل بِهَدِيَّتِهِ لَهُ إِلَى حَقِّهِ وَالْكُلُّ حَرَامٌ . وَقَدْ ذَكَرَ صَاحِب النَّيْل بَعْد ذَلِكَ كَلَامًا حَسَنًا .
وَالْحَدِيث سَكَتَ عَنْهُ الْمُنْذِرِيُّ . وَفِي الْمِشْكَاة : رَوَاهُ مُسْلِم وَأَبُو دَاوُدَ وَاللَّفْظُ لَهُ .
3111 -
قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ :
( بَعَثَنِي )
: أَيْ أَرَادَ بَعْثِي
( تُرْسِلُنِي )
: بِتَقْدِيرِ أَدَاة الِاسْتِفْهَام
( وَأَنَا حَدِيث@

الصفحة 440