كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 9)

بِسِجِسْتَان كَمَا فِي رِوَايَة مُسْلِم
( لَا يَقْضِي )
: أَيْ لَا يَحْكُم
( الْحَكَم )
: بِفَتْحَتَيْنِ .
قَالَ الْحَافِظ : هُوَ الْحَاكِم ، وَقَدْ يُطْلَق عَلَى الْقَيِّم بِمَا يُسْنَد إِلَيْهِ اِنْتَهَى . وَفِي بَعْض النُّسَخ الْحَاكِم
( وَهُوَ غَضْبَان )
: بِلَا تَنْوِين أَيْ وَالْحَال أَنَّ ذَلِكَ الْحَكَم فِي حَال الْغَضَب لِأَنَّهُ لَا يَقْدِر عَلَى الِاجْتِهَاد وَالْفِكْر فِي مَسْأَلَتهمَا .
قَالَ الْخَطَّابِيُّ فِي الْمَعَالِم : الْغَضَب يُغَيِّر الْعَقْل وَيُحِيل الطِّبَاع عَنْ الِاعْتِدَال ، وَلِذَلِكَ أَمَرَ عَلَيْهِ السَّلَام الْحَاكِم بِالتَّوَقُّفِ فِي الْحُكْم مَا دَامَ بِهِ الْغَضَبُ ، فَقِيَاسُ مَا كَانَ فِي مَعْنَاهُ مِنْ جُوع مُفْرِط وَفَزَع مُدْهِش أَوْ مَرَض مُوجِع قِيَاس الْغَضَب فِي الْمَنْع مِنْ الْحُكْم اِنْتَهَى . قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : وَأَخْرَجَهُ الْبُخَارِيّ وَمُسْلِم وَالتِّرْمِذِيّ وَابْن مَاجَهْ .
3117 -
قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ :
{ فَإِنْ جَاءُوك }
: أَيْ لِتَحْكُم بَيْنهمْ
{ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ أَوْ أَعْرِضْ عَنْهُمْ }
: فِي تَفْسِير الْجَلَالَيْنِ : هَذَا التَّخْيِيرُ مَنْسُوخ بِقَوْلِهِ { وَأَنْ اُحْكُمْ بَيْنَهُمْ } الْآيَة ، فَيَجِب الْحُكْم بَيْنَهُمْ إِذَا تَرَافَعُوا إِلَيْنَا وَهُوَ أَصَحُّ قَوْلَيْ الشَّافِعِيّ رَحِمَهُ اللَّه وَلَوْ تَرَافَعُوا إِلَيْنَا مَعَ @

الصفحة 449