كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 9)

شَيْء اِدَّعَاهُ ، وَإِنَّمَا وَجْه الْحَدِيث وَمَعْنَاهُ أَنَّ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّمَا حَكَمَ عَلَى الْأَعْرَابِيّ بِعِلْمِهِ إِذْ كَانَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَادِقًا بَارًّا فِي قَوْله ، وَجَرَتْ شَهَادَة خُزَيْمَةَ فِي ذَلِكَ مَجْرَى التَّوْكِيد لِقَوْلِهِ وَالِاسْتِظْهَار بِهَا عَلَى خَصْمه ، فَصَارَتْ فِي التَّقْدِير شَهَادَتُهُ لَهُ وَتَصْدِيقه إِيَّاهُ عَلَى قَوْله كَشَهَادَةِ رَجُلَيْنِ فِي سَائِر الْقَضَايَا اِنْتَهَى .
قُلْت : شَهَادَة خُزَيْمَةَ قَدْ جَعَلَهَا رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِشَهَادَتَيْنِ دُون غَيْره مِمَّنْ هُوَ أَفْضَلُ مِنْهُ ، وَهَذَا لِمُخَصِّصٍ اِقْتَضَاهُ وَهُوَ مُبَادَرَته دُون مَنْ حَضَرَهُ مِنْ الصَّحَابَة إِلَى الشَّهَادَة لِرَسُولِ اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَقَدْ قَبِلَ الْخُلَفَاء الرَّاشِدُونَ شَهَادَته وَحْده وَهِيَ خَاصَّة لَهُ .
قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : وَأَخْرَجَهُ النَّسَائِيُّ . وَهَذَا الْأَعْرَابِيّ هُوَ اِبْن الْحَارِث ، وَقِيلَ سَوَاء بْن قَيْس الْمُحَارِبِيّ ذَكَرَهُ غَيْر وَاحِد فِي الصَّحَابَة ، وَقِيلَ إِنَّهُ جَحَدَ الْبَيْع بِأَمْرِ بَعْض الْمُنَافِقِينَ ، وَقِيلَ إِنَّ هَذَا الْفَرَس هُوَ الْمُرْتَجِز الْمَذْكُور فِي أَفْرَاس رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اِنْتَهَى كَلَام الْمُنْذِرِيِّ .
قَالَ فِي الْقَامُوس فِي بَاب الزَّاي وَفَصْل الرَّاء الْمُرْتَجِز بْن الْمُلَاءَة فَرَسٌ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُمِّيَ بِهِ لِحُسْنِ صَهِيله اِشْتَرَاهُ مِنْ سَوَاد بْن الْحَارِث بْن ظَالِم .
3131 -
قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ :
( أَنَّ زَيْد بْن الْحُبَاب )
: بِضَمِّ أَوَّله وَبِمُوَحَّدَتَيْنِ
( حَدَّثَهُمْ )
: أَيْ عُثْمَانَ بْنَ أَبِي@

الصفحة 484