كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 9)
2814 -
قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ :
( مَرُّوا )
: أَيْ النَّاس
( فَأَثْنَوْا عَلَيْهَا )
: أَيْ ذَكَرُوهَا بِأَوْصَاف حَمِيدَة
( خَيْرًا )
: تَأْكِيدًا وَدَفْعًا لِمَا يُتَوَهَّم مِنْ عَلِىَّ
( فَقَالَ )
: النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
( وَجَبَتْ )
: أَيْ الْجَنَّة ، وَالْمُرَاد بِالْوُجُوبِ الثُّبُوت إِذْ هُوَ فِي صِحَّة الْوُقُوع كَالشَّيْءِ الْوَاجِب ، وَالْأَصْل أَنَّهُ لَا يَجِب عَلَى اللَّه شَيْء بَلْ الثَّوَاب فَضْله وَالْعِقَاب عَدْله
( فَأَثْنَوْا شَرًّا )
: قَالَ الطِّيبِيُّ اِسْتِعْمَال الثَّنَاء فِي الشَّرّ مُشَاكَلَة أَوْ تَهَكُّم اِنْتَهَى . وَيُمْكِن أَنْ يَكُون أَثْنَوْا فِي الْمَوْضِعَيْنِ بِمَعْنَى وَصَفُوا فَيَحْتَاج حِينَئِذٍ إِلَى الْقَيْد . فَفِي الْقَامُوس : الثَّنَاء وَصْف بِمَدْحٍ أَوْ ذَمّ أَوْ خَاصّ بِالْمَدْحِ . قَالَهُ الْقَارِي
( فَقَالَ وَجَبَتْ )
: أَيْ النَّار أَوْ الْعُقُوبَة وَحَاصِل الْمَعْنَى أَنَّ ثَنَاءَهُمْ عَلَيْهِ بِالْخَيْرِ يَدُلّ عَلَى أَنَّ أَفْعَاله كَانَتْ خَيْرًا وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّة ، وَثَنَاءَهُمْ عَلَيْهِ بِالشَّرِّ يَدُلّ عَلَى أَفْعَاله كَانَتْ شَرًّا فَوَجَبَتْ لَهُ النَّار
( إِنَّ بَعْضكُمْ عَلَى بَعْض شَهِيد )
: أَيْ الْمُخَاطَبُونَ بِذَلِكَ مِنْ الصَّحَابَة وَمَنْ كَانَ عَلَى صِفَتهمْ مِنْ الْإِيمَان وَحَكَى اِبْن التِّين أَنَّ ذَلِكَ مَخْصُوص بِالصَّحَابَةِ لِأَنَّهُمْ كَانُوا يَنْطِقُونَ بِالْحِكْمَةِ بِخِلَافِ مَنْ بَعْدهمْ ، ثُمَّ قَالَ : وَالصَّوَاب أَنَّ ذَلِكَ يَخْتَصّ بِالْمُتَّقِيَاتِ وَالْمُتَّقِينَ . قَالَهُ فِي الْفَتْح .
قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : وَالْحَدِيث أَخْرَجَهُ النَّسَائِيُّ ، وَقَدْ أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيّ وَمُسْلِم وَابْن مَاجَهْ مِنْ حَدِيث ثَابِت الْبُنَانِيِّ عَنْ أَنَس .@
الصفحة 54