كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 10)

كُرِهَ شَهَادَة الْبَدَوِيّ لِمَا فِيهِ مِنْ الْجَفَاء فِي الدِّين وَالْجَهَالَة بِأَحْكَامِ الشَّرْع وَلِأَنَّهُمْ فِي الْغَالِب لَا يَضْبِطُونَ الشَّهَادَة عَلَى وَجْههَا .
قَالَ الْخَطَّابِيُّ : يُشْبِه أَنْ يَكُون إِنَّمَا كَرِهَ شَهَادَة أَهْل الْبَدْو لِمَا فِيهِمْ مِنْ عَدَم الْعِلْم بِإِتْيَانِ الشَّهَادَة عَلَى وَجْههَا ، وَلَا يُقِيمُونَهَا عَلَى حَقّهَا لِقُصُورِ عِلْمهمْ عَمَّا يُغَيِّرهَا عَنْ وَجْههَا ، وَكَذَلِكَ قَالَ أَحْمَد . وَذَهَبَ إِلَى الْعَمَل بِالْحَدِيثِ جَمَاعَة مِنْ أَصْحَاب أَحْمَد ، وَبِهِ قَالَ مَالِك وَأَبُو عُبَيْد ، وَذَهَبَ الْأَكْثَر إِلَى الْقَبُول . قَالَ اِبْن رَسْلَان : وَحَمَلُوا هَذَا الْحَدِيث عَلَى مَنْ لَمْ تُعْرَف عَدَالَته مِنْ أَهْل الْبَدْو وَالْغَالِب أَنَّهُمْ لَا تُعْرَف عَدَالَتهمْ . كَذَا فِي النَّيْل .
قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : وَأَخْرَجَهُ اِبْن مَاجَهْ وَرِجَال إِسْنَاده اِحْتَجَّ بِهِمْ مُسْلِم فِي صَحِيحه . قَالَ الْبَيْهَقِيُّ : وَهَذَا الْحَدِيث مِمَّا تَفَرَّدَ بِهِ مُحَمَّد بْن عَمْرو بْن عَطَاء عَنْ عَطَاء بْن يَسَار ، فَإِنْ كَانَ حَفِظَهُ فَقَدْ قَالَ أَبُو سُلَيْمَان الْخَطَّابِيُّ رَحِمَهُ اللَّه يُشْبِه أَنْ يَكُون إِنَّمَا كَرِهَ شَهَادَة أَهْل الْبَدْو لِمَا فِيهِمْ مِنْ عَدَم الْعِلْم بِإِتْيَانِ الشَّهَادَة عَلَى وَجْههَا ، وَلَا يُقِيمُونَهَا عَلَى حَقّهَا لِقُصُورِ عِلْمهمْ عَنْ تَحَمُّلهَا وَتَغَيُّرهَا عَنْ جِهَتهَا وَاَللَّه أَعْلَمُ .
3127 -
قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ :
( وَحَدَّثَنِيهِ )
: عَطْف عَلَى حَدَّثَنِي عُقْبَة وَقَائِلهمَا اِبْن أَبِي مُلَيْكَة
( صَاحِب لِي )
: اِسْمه عُبَيْد كَمَا فِي الرِّوَايَة التَّالِيَة
( عَنْهُ )
أَيْ عَنْ عُقْبَة بْن الْحَارِث وَالْحَاصِل أَنَّ اِبْن أَبِي مُلَيْكَة رَوَى الْحَدِيث عَنْ عُقْبَة بْن الْحَارِث بِلَا وَاسِطَة وَرَوَاهُ عَنْهُ@

الصفحة 11