كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 10)

لَا تَبِيعُوهَا وَأَعْتِقُوهَا فَإِذَا سَمِعْتُمْ بِرَقِيقٍ قَدْ جَاءَنِي فَائْتُونِي أُعَوِّضكُمْ فَفَعَلُوا فَاخْتَلَفُوا فِيمَا بَيْنهمْ بَعْد وَفَاة رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَفِيَّ كَانَ الِاخْتِلَاف " اِنْتَهَى
( أَعْتِقُوهَا )
: ظَاهِره أَنَّ أُمّ الْوَلَد لَا تَعْتِق بِمُجَرَّدِ مَوْت سَيِّدهَا حَتَّى يُعْتِق وَرَثَته لَكِنْ قَالَ الْبَيْهَقِيُّ : إِنَّ الْمُرَاد بِأَعْتِقُوهَا خَلُّوا سَبِيلهَا . قُلْت : وَيَدُلّ عَلَى هَذَا الْمَعْنَى رِوَايَات أُخْرَى وَسَتَأْتِي وَهِيَ صَرِيحَة فِي أَنَّهَا تَعْتِق بِمُجَرَّدِ مَوْت سَيِّدهَا وَلَا تَتَوَقَّف عَلَى عِتْق وَرَثَته وَاَللَّه أَعْلَم .
( قَالَتْ فَأَعْتَقُونِي )
: وَالْحَدِيث فِيهِ دَلَالَة عَلَى عَدَم جَوَاز بَيْع أُمّ الْوَلَد لِأَنَّ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَاهُمْ عَنْ الْبَيْع وَأَمَرَهُمْ بِالْإِعْتَاقِ وَتَعْوِيضهمْ عَنْهَا لَيْسَ فِيهِ دَلِيل عَلَى أَنَّهُ كَانَ يَجُوز بَيْعهَا لِاحْتِمَالِ أَنَّهُ عَوَّضَهُمْ لَمَّا رَأَى مِنْ اِحْتِيَاجهمْ ، أَوْ أَنَّ الْعِوَض مِنْ بَاب الْفَضْل مِنْهُ .
وَعَنْ اِبْن عَبَّاس عَنْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " مَنْ وَطِئَ أَمَتَهُ فَوَلَدَتْ لَهُ فَهِيَ مُعْتَقَة عَنْ دُبُر مِنْهُ " رَوَاهُ أَحْمَد وَابْن مَاجَهْ وَالْحَاكِم وَالْبَيْهَقِيُّ وَلَهُ طُرُق .
وَفِي لَفْظ " أَيّمَا اِمْرَأَة وَلَدَتْ مِنْ سَيِّدهَا فَهِيَ مُعْتَقَة عَنْ دُبُر مِنْهُ أَوْ قَالَ مِنْ بَعْده " رَوَاهُ أَحْمَد وَالدَّارِمِيُّ .
وَعَنْ اِبْن عَبَّاس قَالَ : ذُكِرَتْ أُمّ إِبْرَاهِيم عِنْد رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ " أَعْتَقَهَا وَلَدهَا " رَوَاهُ اِبْن مَاجَهْ والدَّارَقُطْنِيُّ وَفِي حَدِيثَيْ اِبْن عَبَّاس وَالْحُسَيْن بْن عَبْد اللَّه الْهَاشِمِيّ وَهُوَ ضَعِيف وَرَوَى الْقَاسِم بْن أَصْبُغ فِي كِتَابه بِسَنَدٍ لَيْسَ فِيهِ الْحُسَيْن عَنْ اِبْن عَبَّاس قَالَ " لَمَّا وَلَدَتْ مَارِيَة إِبْرَاهِيم قَالَ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَعْتَقَهَا وَلَدهَا ، قَالَ اِبْن الْقَطَّان سَنَده جَيِّد .@

الصفحة 487