كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 10)
الْمَقَال أَوْلَى مِنْ هَذَا التَّأْوِيل الْمُتَعَسِّف
( مَا تُرِيد أَنْ تَفْعَل بِأَسِيرِك )
: وَزَادَ اِبْن مَاجَهْ ثُمَّ مَرَّ بِي آخِر النَّهَار فَقَالَ مَا فَعَلَ أَسِيرك يَا أَخِي بَنِي تَمِيم ، وَسَمَّاهُ أَسِيرًا بِاعْتِبَارِ مَا يَحْصُل لَهُ مِنْ الْمَذَلَّة بِالْمُلَازَمَةِ لَهُ وَكَثْرَة تَذَلُّله عِنْد الْمُطَالَبَة وَكَأَنَّهُ يُعَرِّض بِالشَّفَاعَةِ قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : وَأَخْرَجَهُ اِبْن مَاجَهْ . وَوَقَعَ فِي كِتَاب اِبْن مَاجَهْ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدّه عَلَى الصَّوَاب .
وَذَكَرَهُ الْبُخَارِيّ فِي تَارِيخه الْكَبِير عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدّه . وَقَالَ اِبْن أَبِي حَاتِم هِرْمَاس بْن حَبِيب الْعَنْبَرِيّ رَوَى عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدّه وَلِجَدِّهِ صُحْبَة ، وَذَكَرَ أَنَّهُ سَأَلَ أَحْمَد بْن حَنْبَل وَيَحْيَى بْن مَعِين عَنْ الْهِرْمَاس بْن حَبِيب الْعَنْبَرِيّ فَقَالَا لَا نَعْرِفهُ وَقَالَ : سَأَلْت أَبِي عَنْ هِرْمَاس بْن حَبِيب فَقَالَ هُوَ شَيْخ أَعْرَابِيّ لَمْ يَرْوِ عَنْهُ غَيْر النَّضْر بْن شُمَيْلٍ وَلَا يُعْرَف أَبُوهُ وَلَا جَدّه . اِنْتَهَى كَلَام الْمُنْذِرِيِّ .
وَقَالَ الْمِزِّيّ فِي الْأَطْرَاف : حَبِيب التَّمِيمِيّ الْعَنْبَرِيّ وَالِد هِرْمَاس بْن حَبِيب عَنْ أَبِيهِ أَتَيْت النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِغَرِيمٍ لِي الْحَدِيث أَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُدَ فِي الْقَضَاء عَنْ مُعَاذ بْن أَسَد عَنْ النَّضْر بْن شُمَيْلٍ عَنْ هِرْمَاس بْن حَبِيب عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدّه ، وَسَقَطَ مِنْ كِتَاب الْخَطِيب أَيْ نُسْخَة مِنْ أَبِي دَاوُدَ عَنْ جَدّه وَلَا بُدّ مِنْهُ ، وَأَخْرَجَهُ اِبْن مَاجَهْ فِي الْأَحْكَام اِنْتَهَى .
3146 -
قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ :
( حَبَسَ رَجُلًا فِي تُهْمَة )
: أَيْ فِي أَدَاء شَهَادَة بِأَنْ كَذَبَ فِيهَا أَوْ بِأَنْ اِدَّعَى عَلَيْهِ رَجُل ذَنْبًا أَوْ دَيْنًا فَحَبَسَهُ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِيَعْلَم صِدْق الدَّعْوَى بِالْبَيِّنَةِ ، ثُمَّ لَمَّا لَمْ يُقِمْ الْبَيِّنَة خَلَّى عَنْهُ قَالَهُ الْقَارِي .@
الصفحة 58