كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 10)

الْخَبَال )
: قَالَ فِي النِّهَايَة بِفَتْحِ الرَّاء وَسُكُون الدَّال الْمُهْمَلَة وَفَتْحهَا هِيَ طِين وَوَحْل كَثِير ، وَجَاءَ تَفْسِيرهَا فِي الْحَدِيث أَنَّهَا عُصَارَة أَهْل النَّار . وَقَالَ فِي حَرْف الْخَاء فِي الْأَصْل الْفَسَاد ، وَجَاءَ تَفْسِيره فِي الْحَدِيث أَنَّ الْخَبَال عُصَارَة أَهْل النَّار .
قُلْت : فَالْإِضَافَة فِي الْحَدِيث لِلْبَيَانِ . وَقَالَ فِي فَتْح الْوَدُود : قُلْت وَالْأَقْرَب أَنْ يُرَاد بِالْخَبَالِ الْعُصَارَة ، وَالرَّدْغَة الطِّين الْحَاصِل بِاخْتِلَاطِ الْعُصَارَة بِالتُّرَابِ اِنْتَهَى
( حَتَّى يَخْرُج مِمَّا قَالَ )
: قَالَ الْقَاضِي : وَخُرُوجه مِمَّا قَالَ أَنْ يَتُوب عَنْهُ وَيَسْتَحِلّ مِنْ الْمَقُول فِيهِ . وَقَالَ الْأَشْرَف : وَيَجُوز أَنْ يَكُون الْمَعْنَى أَسْكَنَهُ اللَّه رَدْغَة الْخَبَال مَا لَمْ يَخْرُج مِنْ إِثْم مَا قَالَ ، فَإِذَا خَرَجَ مِنْ إِثْمه أَيْ إِذَا اِسْتَوْفَى عُقُوبَة إِثْمه لَمْ يُسْكِنهُ اللَّه رَدْغَة الْخَبَال ، بَلْ يُنَجِّيه اللَّه تَعَالَى مِنْهُ وَيَتْرُكهُ . قَالَ الطِّيبِيُّ : حَتَّى عَلَى مَا ذَهَبَ إِلَيْهِ الْقَاضِي غَايَةُ فِعْلِ الْمُغْتَاب فَيَكُون فِي الدُّنْيَا ، فَيَجِب التَّأْوِيل فِي قَوْله أَسْكَنَهُ رَدْغَة الْخَبَال بِسَخَطِهِ وَغَضَبه الَّذِي هُوَ سَبَب فِي إِسْكَانه رَدْغَةَ الْخَبَال كَذَا فِي الْمِرْقَاة . وَالْحَدِيث سَكَتَ عَنْهُ الْمُنْذِرِيُّ .
( مَنْ أَعَانَ عَلَى خُصُومَة بِظُلْمٍ )
: فِي مَعْنَى ذَلِكَ مَا أَخْرَجَهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الْكَبِير مِنْ حَدِيث أَوْس بْن شُرَحْبِيل أَنَّهُ سَمِعَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول " مَنْ مَشَى مَعَ ظَالِم لِيُعِينَهُ وَهُوَ يَعْلَم أَنَّهُ ظَالِم فَقَدْ خَرَجَ مِنْ الْإِسْلَام
( فَقَدْ بَاءَ )
: أَيْ اِنْقَلَبَ وَرَجَعَ "
قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : فِي إِسْنَاده مَطَر بْن طَهْمَان الْوَرَّاق قَدْ ضَعَّفَهُ غَيْر وَاحِد ، وَفِيهِ أَيْضًا الْمُثَنَّى بْن يَزِيد الثَّقَفِيّ وَهُوَ مَجْهُول .@

الصفحة 6