كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 10)
عَنْهُ أَيْ تَرَكَهُ
( لَهُ )
: أَيْ لِمُعَاوِيَة
( عَنْ جِيرَانه )
: أَيْ اُتْرُكُوا جِيرَانه وَأَخْرِجُوهَا مِنْ الْحَبْس .
وَهَذَا الْحَدِيث أَخْرَجَهُ أَحْمَد مِنْ عِدَّة طُرُق ، مِنْهَا عَنْ إِسْمَاعِيل بْن عُلَيَّة أَخْبَرَنَا بَهْز بْن حَكِيم عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدّه " أَنَّ أَبَاهُ أَوْ عَمّه قَامَ إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ جِيرَانِي بِمَ أُخِذُوا ، فَأَعْرَضَ عَنْهُ ثُمَّ قَالَ أَخْبِرْنِي بِمَ أُخِذُوا فَأَعْرَضَ عَنْهُ ، فَقَالَ لَئِنْ قُلْت ذَاكَ إِنَّهُمْ لَيَزْعُمُونَ أَنَّك تَنْهَى عَنْ الْغَيّ وَتَسْتَخْلِي بِهِ ، فَقَالَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا قَالَ ، فَقَامَ أَخُوهُ أَوْ اِبْن أَخِيهِ فَقَالَ يَا رَسُول اللَّه إِنَّهُ قَالَ فَقَالَ لَقَدْ قُلْتُمُوهَا أَوْ قَائِلكُمْ وَلَئِنْ كُنْت أَفْعَلُ ذَلِكَ إِنَّهُ لَعَلَيَّ وَمَا هُوَ عَلَيْكُمْ خَلُّوا لَهُ عَنْ جِيرَانه " .
وَأَخْرَجَ مِنْ طَرِيق عَبْد الرَّزَّاق حَدَّثَنَا مَعْمَر عَنْ بَهْز بْن حَكِيم بْن مُعَاوِيَة عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدّه قَالَ " أَخَذَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَاسًا مِنْ قَوْمِي فِي تُهْمَة فَحَبَسَهُمْ فَجَاءَ رَجُل مِنْ قَوْمِي إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَخْطُب فَقَالَ يَا مُحَمَّد عَلَامَ تَحْبِس جِيرَانِي ، فَصَمَتَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْهُ فَقَالَ إِنَّ نَاسًا لَيَقُولُونَ إِنَّك تَنْهَى عَنْ الشَّرّ وَتَسْتَخْلِي بِهِ ، فَقَالَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا يَقُول قَالَ " فَجَعَلْت أُعَرِّض بَيْنهمَا بِالْكَلَامِ مَخَافَة أَنْ يَسْمَعهَا فَيَدْعُو عَلَى قَوْمِي دَعْوَة لَا يُفْلِحُونَ بَعْدهَا أَبَدًا ، فَلَمْ يَزَلْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِهِ حَتَّى فَهِمَهَا فَقَالَ قَدْ قَالُوهَا أَوْ قَائِلُهَا مِنْهُمْ وَاَللَّه لَوْ فَعَلْت لَكَانَ عَلَيَّ وَمَا كَانَ عَلَيْهِمْ ، خَلُّوا لَهُ عَنْ جِيرَانه " اِنْتَهَى . وَقَوْله تَسْتَخْلِي بِهِ أَيْ تَنْفَرِد بِهِ وَاَللَّه أَعْلَمُ
( لَمْ يَذْكُر مُؤَمَّل وَهُوَ يَخْطُب )
: أَيْ لَمْ يَذْكُر هَذَا اللَّفْظ . وَالْحَدِيث سَكَتَ عَنْهُ الْمُنْذِرِيُّ .@
الصفحة 60