كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 10)

وَفِيهِ دَلِيل عَلَى أَنَّ الْمُحَدِّث وَالْقَارِئ لِلْقُرْآنِ لَا يُحَدِّث ، وَلَا يَقْرَأ مُتَتَابِعًا اِسْتِعْجَالًا بِحَيْثُ يَلْتَبِس وَيَشْتَبِه عَلَى السَّامِع حَدِيثه وَقِرَاءَته ، بَلْ يُحَدِّث بِكَلَامٍ وَاضِحٍ مَفْهُومٍ لِيَأْخُذَ عَنْهُ الْمُسْتَمِع وَيَحْفَظ عَنْهُ . وَهَكَذَا يَفْعَل الْقَارِئ لِلْقُرْآنِ ، وَاَللَّه أَعْلَمُ .
قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : وَهُوَ مَعْنَى الْحَدِيث الْمُتَقَدِّم ، وَالْحَدِيث أَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيُّ .
قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ :
أَيْ الِاحْتِرَاز فِي الْفُتْيَا بِالضَّمِّ وَالْقَصْر وَيُفْتَح بِمَعْنَى الْفَتْوَى وَالْفَتْوَى بِالْوَاوِ فَتُفْتَح الْفَاء وَتُضَمّ مَقْصُورًا ، وَهِيَ اِسْمٌ مِنْ أَفْتَى الْعَالِم إِذَا بَيَّنَ الْحُكْم أَيْ حُكْم الْمُفْتِي . وَالْمَعْنَى هَذَا بَاب فِي الِاحْتِرَاز عَنْ الْفَتْوَى فِي الْوَاقِعَات وَالْحَوَادِثَات بِغَيْرِ عِلْمٍ ، وَالِاجْتِنَاب عَنْ الْإِشَاعَة لِصِعَابِ الْمَسَائِل الَّتِي غَيْر نَافِعَة فِي الدِّين ، وَيَكْثُر فِيهَا الْغَلَط ، وَيُفْتَح بِهَا بَاب الشُّرُور وَالْفِتَن ، فَلَا يُفْتِي إِلَّا بَعْد الْعِلْم مِنْ الْكِتَاب وَالسُّنَّة وَآثَار الصَّحَابَة رِضْوَان اللَّه عَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ .
3171 -
قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ :
( نَهَى عَنْ الْغَلُوطَات )
: بِفَتْحِ الْغَيْن . قَالَ فِي النِّهَايَة : وَفِي رِوَايَة الْأُغْلُوطَات قَالَ الْهَرَوِيُّ : الْغَلُوطَات تُرِكَتْ مِنْهَا الْهَمْزَة كَمَا تَقُول جَاءَ الْأَحْمَر وَجَاءَ الْحُمْر بِطَرْحِ الْهَمْزَة ، وَقَدْ غَلِطَ مَنْ قَالَ إِنَّهَا جَمْع غَلُوطَة .
وَقَالَ الْخَطَّابِيُّ : يُقَال مَسْأَلَة إِذَا كَانَ يُغْلَط فِيهَا كَمَا يُقَال شَاةٌ حَلُوب @

الصفحة 89