كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 10)

وَفِي بَعْض النُّسَخ عَبْد اللَّه بْن عُبَيْد اللَّه وَهُوَ غَلَط
( تَسْمَعُونَ )
: عَلَى صِيغَة الْمَعْلُوم
( وَيُسْمَع )
: مَبْنِيّ لِلْمَجْهُولِ
( مِنْكُمْ )
: خَبَر بِمَعْنَى الْأَمْر أَيْ لِتَسْمَعُوا مِنِّي الْحَدِيث وَتُبَلِّغُوهُ عَنِّي ، وَلْيَسْمَعْهُ مَنْ بَعْدِي مِنْكُمْ
( وَيُسْمَع )
: بِالْبِنَاءِ لِلْمَفْعُولِ
( مِمَّنْ يَسْمَع )
: بِفَتْحِ الْيَاء وَسُكُون السِّين أَيْ وَيَسْمَع الْغَيْر مِنْ الَّذِي يَسْمَع
( مِنْكُمْ )
: حَدِيثِي ، وَكَذَا مَنْ بَعْدهمْ وَهَلُمَّ جَرًّا ، وَبِذَلِكَ يَظْهَر الْعِلْم وَيَنْتَشِر وَيَحْصُل التَّبْلِيغ وَهُوَ الْمِيثَاق الْمَأْخُوذ عَلَى الْعُلَمَاء . قَالَهُ الْمُنَاوِيُّ . وَالْحَدِيث سَكَتَ عَنْهُ الْمُنْذِرِيُّ .
3175 -
قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ :
( نَضَّرَ اللَّه )
: قَالَ الْخَطَّابِيُّ : مَعْنَاهُ الدُّعَاء لَهُ بِالنَّضَارَةِ وَهِيَ النِّعْمَة وَالْبَهْجَة ، يُقَال نَضَرَهُ اللَّه وَنَضَّرَهُ بِالتَّخْفِيفِ وَالتَّثْقِيل وَأَجْوَدُهُمَا التَّخْفِيفُ اِنْتَهَى .
وَقَالَ فِي النِّهَايَة : نَضَّرَهُ وَنَضَرَهُ وَأَنْضَرَهُ أَيْ نَعَّمَهُ وَيُرْوَى بِالتَّخْفِيفِ وَالتَّشْدِيد مِنْ النَّضَارَة ، وَهِيَ فِي الْأَصْل حُسْن الْوَجْه وَالْبَرِيق ، وَإِنَّمَا أَرَادَ حُسْن خُلُقه وَقَدْره اِنْتَهَى .
قَالَ السُّيُوطِيُّ : قَالَ أَبُو عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن جَابِر : أَيْ أَلْبَسَهُ نَضْرَة وَحُسْنًا وَخُلُوصَ لَوْنٍ وَزِينَةً وَجَمَالًا ، أَوْ أَوْصَلَهُ اللَّه لِنَضْرَةِ الْجَنَّة نَعِيمًا وَنَضَارَة . قَالَ تَعَالَى : { وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً } { تَعْرِفُ فِي وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النَّعِيمِ } .
قَالَ سُفْيَان بْن عُيَيْنَةَ : مَا مِنْ أَحَدٍ يَطْلُب حَدِيثًا إِلَّا وَفِي وَجْهه نَضْرَة ، رَوَاهُ الْخَطِيب .@

الصفحة 94